في ليلة مباركة من ليالي العشر من شهر رمضان المبارك دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- برنامج خدمة ضيوف الرحمن، هذا البرنامج الذي سيشارك في تنفيذه أكثر من ثلاثين جهة حكومية ستعمل على أكثر من 130 مبادرة عبر خطة تنفيذية درست 192 نقطة اتصال لضيوف الرحمن ابتداءً من فكرة الحج والعمرة وحتى العودة، وهذا البرنامج أحد أهم البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030 وستحدث بإذن الله نقلة نوعية جديدة تحقق التطلعات وتلبي الطموحات للقائمين على شؤون الحج وللحجاج والمعتمرين على حد سواء من خلال توفير الخدمات، وتحسين مستوى الأداء بما يعين على إتمام المناسك بكل يسر وسهولة.
إن هذا البرنامج ليؤكد مجدداً إن المملكة العربية السعودية وقيادتها تجعل خدمة ضيوف الرحمن، والعناية بالحرمين الشريفين في أولوياتها، وهو استمرار لجهود المملكة في تقديم أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، مروراً بأبنائه البررة وحتى العهد الزاهر لملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز -متعه الله بالصحة والعافية على طاعته-، وقد شرف الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية بهذا الشرف العظيم، الذي أولته الاهتمام البالغ به، وهذا البرنامج يهدف إلى تيسير استضافة المزيد من المعتمرين والحجاج وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية للحجاج والمعتمرين، وإثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين.
مع التوسعات الجديدة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتطوير المرافق في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوسعة المطارات أصبح هدف تمكين أكبر عدد من المعتمريين من الوصول إلى الحرمين الشريفين وتيسير رحلاتهم من بلادهم حتى وصولهم إلى المملكة، وتوفير المعلومات الكافية التي تهيئ لهم اتخاذ القرارات المناسبة قبل الانطلاق في رحلاتهم، ومن ثم استقبالهم بالحفاوة والترحاب وبرحلة سهلة وآمنة هو الهدف الإستراتيجي الأول للبرنامج ثم يأتي الهدف الآخر وهو مهم من حيث الكيف لا الكم ألا وهو تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من خلال توفير جميع الخدمات الرئيسية من سكن وإعاشة ومواصلات وغيرها بأسلوب عصري يراعي توفير خيارات متعددة تناسب كل الفئات وبمعايير عالمية تحظى برضا ضيوف الرحمن في بيئة آمنة تضمن سلامتهم ليتمكنوا من التفرغ لأداء مناسكهم بسكينة وطمأنينة.
ولم تقف الأهداف عند زيادة الأعداد، وتوفير الخدمات، وجودة الأداء بل تعدى ذلك إلى هدف سامٍ نبيل يتم من خلاله إثراء تجربة ضيوف الرحمن وربط وجدانهم بمعالم السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي عبر زيارة المواقع والمعالم التاريخية التي تزيد من اطلاعهم واعتزازهم بتاريخهم الإسلامي إضافة إلى إتاحة الفرصة لهم لزيارة الفعاليات الثقافية والاجتماعية.
إن هذا البرنامج سيكون بإذن الله نقلة نوعية في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار وسيعزز التكامل وتنسيق الجهود بين جميع الجهات العاملة على خدمتهم سواء الجهات الحكومية أو القطاع الخاص وحتى القطاع غير الربحي، وسيفتح آفاقاً واسعة لنطاق أكبر من الخدمات التي يمكن أن يتشرف بتقديمها الأفراد والمنشآت، ويضع البرنامج في أولوياته تكامل منظومة الخدمات بما يحقق أهدافه وتيسير رحلة الضيف من لحظة تخطيطه للرحلة مروراً بأداء النسك وحتى مغادرته.
إن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين حريصان كل الحرص على الارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، وبأعلى وأفضل المستويات، وقد نفذت -ولله الحمد- العديد من المشاريع التي تخدم ضيوف الرحمن، والحرص على تحسين وتطوير الأداء من كافة الجهات العاملة في خدمتهم، ولقد رأى من هيأ الله له زيارة مكة المكرمة، والمدينة المنورة توسعة الحرمين الشريفين «التوسعة الثالثة»، والمشاعر المقدسة وتطويرها، ومشروع قطار الحرمين، ومشروع رؤى الحرم في مكة المكرمة، ومشروع رؤى المدينة في المدينة المنورة، وهذه الأعمال والمشروعات الجليلة التي كلفت المليارات من أكبر الدلالات على جميل الرعاية للحرمين الشريفين وقاصديهما من ولاة الأمر أيدهم الله.
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال مراسم تدشين البرنامج على هذه العناية والاهتمام حين قال -حفظه الله-: نريد أن يأتي الحاج آمناً مطمئناً، ونحن جميعاً خدام للحرمين الشريفين.
أسأل الله عز وجل أن يديم على المملكة العربية السعودية حارسة لشعائر الإسلام، ومعلية لمناره في العالمين، وأن يزيد خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين وحكومتهم الرشيدة الراشدة توفيقاً وتسديداً في كل ما يقدمونه من جلائل الأعمال في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، وفي الحرمين الشريفين، وفي سائر أرجاء العالم، وأن يجزيهم خير الجزاء على مواقفهم الداعمة لكل خير.
** **
alomari1420@yahoo.com