حين يستفحل المرض لابد وأن تبحث عن الجراح الماهر الذي يستطيع أن يستأصل كل ما من شأنه أن يكدر صفو حياة المريض وكذلك يحافظ على صحته بلا أيّ معيقات وقد كان من توفيق الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة أن يأتي جراحها الماهر الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ففي وقت ظن الكثيرون أن الأمة قد وهنت وضعفت وأنها إلى زوال ظهر في الآفاق أمير شاب يحمل على عاتقه هم المستقبل الغامض ليس لمملكته فقط، بل للأمة الإسلامية وللعالم أجمع، وخلال سنتين فقط استطاع بمهارته وحنكته التي تتجاوز سنون عمره أن يضع بصمة ربما لن يستطيع أحد من بعده أن يضع مثلها فبدأ بالداخل ولأول مرة نجد أن هناك رؤية للمملكة يعمل الجميع على تحقيقها من أصغر مواطن إلى قمة الهرم الحكومي فبعد أن كنا نعيش زمن الخطط الخمسية فقط أصبحت هذه الخطط مرتبطة بتحقيق أهداف إستراتيجية تتفرع منها أهداف نوعية يصب كل منها في خانة نجاح لقطاع من قطاعات الدولة سواء التعليم أو الصحة أو الإسكان أو....
وبرؤية عبقرية تنم عن ذكاء حاد بدأت المملكة مرحلة التحوّل من الدولة النفطية التي ينظر إليها الكثيرون على أنها لا يمكن أن تستمر بدونه، فكانت المشروعات العملاقة التي شملت جميع مناطق المملكة وتم من خلالها تأصيل التعاون والأخوة العربية على أرض الواقع وليس مجرد دباجات أو كلمات في قصائد أو مؤتمرات تتحرك بها الشفاه والألسن دون تحقيقها على أرض الواقع ومن أهم هذه المشروعات مشروع نيوم والذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار، ويقع على البحر الأحمر وخليج العقبة بمساحة إجمالية تصل إلى 26500 كيلومتر مربع، ويمتد من شمال غربي المملكة، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية.
ولعل من أبرز ما قام به سمو ولي العهد هو تجديد الدماء في الحكومة السعودية والاعتماد على الكفاءات الشابة دون النظر إلى عوامل أخرى بل إن كل وزير لابد أن يكون لديه برنامج كامل لوزارته يتابعه سموه بنفسه للتأكد من تحقيق الأهداف المنتظرة والتي يرتبط تحقيها بأهداف في مؤسسات حكومية أخرى كما في الإسكان والكهرباء.
وكلما بدأ المتابعون في الاستعداد للراحة يفاجئهم سمو ولي العهد -يحفظه الله- بعملية جديدة يستهدف منها الحفاظ على مقدرات الوطن فتأتي لجنة مكافحة الفساد والتي استطاعت استعادة أموال للخزينة العامة للدولة تجاوزت في مجموعها 400 مليار ريال متمثلة في عدة أصول من عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك في خطوة لم يكن يجرؤ على تصورها أحد لا داخل ولا خارج المملكة.
وفي مجال المؤتمرات العالمية أصبحت المملكة العربية السعودية -بفضل الله ثم بفضل قيادتها الحكيمة- قبلة المؤتمرات العالمية في كثير من التخصصات سواء في التعليم أو الهندسة أو الطب أو المشروعات الصغيرة فكان منها: المؤتمر الدولي للتعليم والتعلم الإلكتروني ICEEL، والمؤتمر الدولي للهندسة المدنية والميكانيكية ICCME، والمؤتمر الدولي للفنون والتربية والعلوم الاجتماعية ICAES، وغيرها من المؤتمرات التي أثرت الجهات المشاركة فيها بأحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال.
وحين نتحدث عن تمكين المرأة لن يكفي هذا المقال ولا مئات مثله أن تبرز الدور الكبير والفاعل الذي قام به سمو ولي العهد يحفظه الله بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- لتمكين المرأة في جميع المجالات وإعادة الكثير من حقوقها المسلوبة بداعي العادات والتقاليد وأصبحت المرأة تشارك في خطط التنمية كعضو فاعل ورئيس وليس فقط لمجرد إبراز المشاركة ولعل تولي صاحبة السمو الملكي الأمير ريما بنت سلطان بن عبدالعزيز -يحفظها الله- حقيبة الدبلوماسية السعودية لدى الولايات المتحدة خير دليل على ثقة ولاة الأمر في قدرة نصف المجتمع تقريباً على القيام بالدور المناط بها بكل كفاءة وجدارة واستحقاق.
ولعلي اختم مقالي هذا بأهم حدث قام به جراحنا الماهر سمو ولي العهد ووزير دفاعنا حين انتبه للخطر الذي يحيق بمملكتنا وبجميع الدول العربية والإسلامية في المنطقة من المد الصفوي في المنطقة ومحاولة السيطرة على مقدرات الشعوب من خلال أجندة معدة مسبقاً لتفتيت وحدة الأمة العربية والقضاء على تماسكها وتقديمها لأعدائها وهنة ضعيفة فكانت الحرب على الانقلابين في اليمن ومساندة الشرعية هي جرس الإنذار الذي سمعه القاصي والداني لنجد أن كثير من الدول قد سارعت لنهج نفس النهج ضد العدو الأكبر في المنطقة المزعوم انتمائها للإسلام وهو منها براء دولة إيران ومن يساعدها من دويلات لنجد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها يتخذون الكثير من الإجراءات التي من شأنها ردع الحكومة الإيرانية وإعادتها إلى جادة الصواب.
إن الخطوات المتسارعة التي تخطو بها مملكتنا الحبية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد ليست بغريبة فهي نتاج تخطيط ودعم لا محدود من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لأميرها الشاب محمد بن سلمان -يحفظه الله-.
** **
EMAIL:sherifelatrbi1967@yahoo.com