د.ثريا العريض
عشت بعض أجواء عيد الشرقية عن قرب وعن بعد وسعدت بها.
مركز الملك عبدالعزيز «إثراء» في الجوار القريب على بعد يواصل نشاطاته ويجمع العائلات ومنهم بعض مثقفي السعودية القادمين من شتى أنحاء الوطن.
المركز نفسه بكل تفاصيله تحفة معمارية يستحق ألق النجومية والاحتفاء باحتضانه لتثقيف المجتمع.. يستحق فعلاً أن يصبح معلمًا حضاريًا لوطن مستدام الطموح للتميز ويشع تأثيرًا حضاريًا.
في المدن المجاورة الخبر والدمام والقطيف والجبيل والخفجي شمالاً والأحساء جنوبًا تتواصل الاحتفالات والفرح بموسم العيد.
كم هو جميل أن تلامس بنفسك وكل حواسك مدى التغير في الأجواء المجتمعية يرسم ابتسامة رضا على معظم الوجوه. وكم هو مثير أن تتذكر أن كل هذا التغيير تحقق في قفزة زمنية خلال ثلاث سنوات ليبني على ما سبق من جهود التطوير ويجلو منجزاتها في مواجهة مركزة لمنع التغيير خلال العقد الأسبق. وبقي أن ندعو ونعمل لتجذير هذا التحول الذي أشرع بوابات الانطلاق إلى فضاءات الفن والعلم والابتكار وبناء المواهب.
لم تكن مدن الشرقية فقط تحتفل بالعيد، بل كل المدن والمناطق أشرعت منصاتها واحتشدت صالاتها وشوارعها لجماهير المعيدين.
نعم وطننا يتحول إلى ما هو أجمل والحمد لله.
مهرجانات رياضية، ومسارح وعروض وتمثيليات وفرق ترفيهية ونجوم محليون ومن الجوار وعالميون يبتهجون بالحضور ويشيدون بتجربة التفاعل مع جمهور سعودي يحتفي بحضورهم. مشاريع ومبادرات وحماس شبابي واضح وارتياح عام يثلج قلوب كل واع بمعني الاستقرار والبناء والتفاؤل.
كما قلت مسبقًا وما زلت أكرر الشكر لله وللقيادة الحكيمة: منذ أربعة عقود وأنا أنادي بضرورة التحول الفكري على أرض الواقع الحي لإيقاف تصاعد الانحراف إلى التطرف والتفاعلات السلبية الناتجة عن محصلة تداخل التشدد والغلو وتحريم الترفيه والتركيز على الجسد، مع فكر الطفرة المادية المترفع عن العمل الميداني وفكر الانغلاق والإقصاء والتجريم الرافض لكل ما هو مختلف عما تفرضه الأعراف فيصبح سائدًا محليًا يتطلب خضوع الجميع دون تقبل للحوار المنطقي الواعي.
لنا أن نفخر أن يتمنى غيرنا مثل ما صار لنا؛ وطن يسوده التسامح ويمارس التعايش وينجب المبتكرين وينتج في الحاضر ما يستحق الإعجاب والفخر، إضافة إلى ما اعتدناه من الفخر بما أنجزه السلف وتبرير كل ما فشل فيه. مؤشرات السلبية تتجمد في الماضي.
وها هي «الرؤية» المنجزة ترسم ابتسامات احتفاء بعيد سعيد نتمناه مستدامًا.