سلطان المهوس
سيكون الرد المتوقع على الاستفهام الذي عنونت به هذه الزاوية: أصلاً الاتحاد لم يترك مجالاً لحمايته..!!
لا أقصد حمايته من الانتقاد؛ فلو فعلت ذلك لكنت كمن يطلق على نفسه رصاصة الموت الصحفي؛ فلا اكتمال لدورة الحياة العملية دون النقد المبني على أصوله المهنية «المعلومة الصحيحة, عدم التحيز, اختيار المفردة بدقة وعدم الشخصنة».
لعلكم تتذكرون فترة اختفاء النقاد من الساحة حتى أنني عنونت إحدى مقالاتي بـ»النقاد وحشونا»، وهي الفترة التي حدثت فيها أخطاء كثيرة، كان يمكن أن يتعدل بعضها لو كان «النقد» حاضرًا..!!
حماية اتحاد الكرة، كمؤسسة كروية تمثل الدولة على المستوى الدولي، ليس من النقد بل من «العبث» الذي يمارَس تحت غطاء «النقد» الذي -للأسف- يشارك فيه مَن يتم وصفهم وتقديمهم كإعلاميين، تحتفي بهم الشاشات، وبضاعتهم هي «التشكيك» و»الشخصنة» و»التعصب» المؤذي حتى أن كلماتهم وأحرفهم الجارحة لا تكاد تنفك أبدًا دون حسيب أو رقيب..!!
ليس الأمر وليد اللحظة، بل إن تعدد وسائل التواصل الاجتماعي أسهم في شراهة الكراهية المؤذية؛ فكل ما لا يوافق «لون أنديتهم» هو عديم الذمة, مشكوك بأمانته, يجب ممارسة أبشع الضغوط عليه ومحاصرته..!!
يعتقدون أن رمي الجارح من الكلام والأحرف هو الطريق المؤدي لتحقيق غاياتهم، ولم يدركوا أنه الطريق الواسع لهجرة الكفاءات من الوسط الرياضي. وأمثال هؤلاء عاثوا كثيرًا، وتمادوا كثيرًا، وشككوا كثيرًا، واستمرؤوا ذلك دون أي بوادر تشير إلى ردعهم، وهو الأمر الذي لا يقبل المنطق استمراره؛ فشرفاء الإدارة الرياضية باتحاد الكرة ليسوا فوق النقد، لكن واجب هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد الإعلام الرياضي ووزارة الإعلام أن تقف ضد مصادرة ضمائرهم وأمانتهم..
انتقدوا.. واجهوا.. ارفعوا صوت الاعتراض.. حتى وإن كنتم تعرفون أنكم على خطأ؛ فهذا لا يهم؛ لأن العربة الفارغة هي الأكثر ضجيجًا, لكن مارسوا أدنى درجات القيم والأخلاق بحق الرجال الشرفاء الذين تلاحقونهم بالتشكيك وعدم الذمة؛ فالأمر لن يفر من صحائفكم؛ فعند الله تجتمع الخصوم، ولن ينفعكم تعزيز «الرتويت» أو البحث عن متابعين، والتسلق بواسطة الطريق المؤدي لقلة الأدب..!!
لا تسمحوا بإهانة رجالات اتحاد الكرة واحتقارهم، أو العبث بكرامتهم، وانتصروا لهم؛ فلا قيمة لرياضة دون قيم وأخلاق..!!
أنقذونا قبل أن تكون ثقافة الانتقاد ركيزتها «قلة الأدب»..!!