صيغة الشمري
لا يستطيع أحد إنكار أننا نشهد في كل بداية لشهر رمضان المبارك وخلال نهايته، مدى الارتباك وتدفق الأخبار المتفاوتة والتأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي عندما تستخدم من قبل مروجي الشائعات وغير المتخصصين الذين يعمدون إلى ترديد وترويج المعلومات غير الدقيقة والحديث عما لا يفقهون، وذلك تحديدًا في قضيتي رؤية الهلال وأحوال الطقس، فخلال رمضان، كان المواطن السعودي يواجَه يوميًّا سيلاً من الشائعات عن الطقس والأحوال الجوية، حيث احترف البعض ترويع الناس من درجات الحرارة أو أخبار الأمطار، وترديد شائعات عن وصول درجات الحراراة إلى أرقام قياسية خلال أيام معينة، وهو ما كان يثير قلق الكثيرين ويدفع بعض المرضى لاتخاذ تدابير احترازية حتى يستطيعون المحافظة على صحتهم، بل إن البعض كان يتجنب الخروج إلى العمل في تلك الأيام التي كان يظن أنها ستشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة أو عواصف أو أمطارًا شديدة، ليتفاجأ في النهاية أن كل ما تردد بشأنها كان مجرد شائعات وجدت سبيلها بيسر إلى أسماع الناس عبر السوشيال ميديا، نفس القضية تجلت بوضوح خلال الرؤية الشرعية لهلال رمضان، حيث يشهد موقع تويتر مئات الآلاف من التغريدات عن الهلال وهل استطعنا رؤيته والتحقق من عدمها؟! لنشاهد سيلا من المغالطات والأخبار الزائفة عن الرؤية، خاصة بعدما دخلت على الخط بعض المواقع الإلكترونية التي أراد أصحابها الاستفادة من هذا الجدل لجذب المزيد من المتابعين عبر إيهامهم بأنها حصلت على المعلومة الصحيحة من مصادر خاصة، ولك أن تتخيل حجم البلبلة التي أحدثها هذا الجدل والتشكيك الذي بثه وأثاره بعض أصحاب المتسرعين والباحثين عن الشهر في مدى صحة رؤية الهلال من عدمه، وأقحمنا مسائلنا الشرعية في صراعات جدلية شائكة تفتح باباً للجدل السلبي الذي دائماً ما ينقلب إلى عراك وخصومة، إن الحديث عن مسائل الطقس والأحوال الجوية والأمور الفلكية ليس قضية مباحة ومفتوحة للجميع حتى يدلي كل صاحب هوى أو محدود المعرفة بما لا يعرف، بل هي قضية جادة وعلى درجة عالية من الخطورة، خاصة عندما ترتبط ببلد إسلامية مثل بلادنا يلعب فيها الطقس والفلك دورًا محوريًّا في حياتنا، إن ما شاهدناه خلال السنوات الماضية يدفعنا للتفكير بجدية في تضمين ترويج شائعات الطقس والأحوال الجوية والفلكية ضمن الجرائم المعلوماتية التي يحاسب عليها النظام بشكل صريح، حتى نستطيع فرض الانضباط في هذه المائل وتحجيم أصحاب الأغراض.