فوزية الشهري
تتسم الشخصية الناجحة بالقدرة على التخطيط لكل مرحلة من مراحل الحياة، واستغلال التحديات، وتحويلها إلى خبرات. ولا يستطيع الشخص الناجح التخطيط دون وجود أهداف، سواء كانت قصيرة المدى أو بعيدة المدى. تحديد الأهداف هو البداية للانطلاق بالطريق السليم إلى النجاح.
يقترب عدد الطلاب والطالبات إلى 6 ملايين في جميع مراحل التعليم، ومع بداية العطلة الصيفية، ومدتها الطويلة، هل تم الإعداد لها بشكل سليم ومُثرٍ، سواء على مستوى فردي أو مؤسسات مجتمعية؟ وهل سيكون لها أثر سلبي أم إيجابي؟ هل فكَّرنا بذلك وأعددنا وخططنا لها؟
أعترف بأن أسوأ سؤال كان يتردد على مسامعي كثيرًا أثناء دراستي، وأظنه ما زال يتكرر إلى الآن من كثير من المعلمين والمعلمات: كيف قضيتم الإجازة الصيفية؟ والإجابة تدفع الكثير للكذب، وادعاء المثالية، والتصنع؛ للفرار من انتقاد المعلم، ثم يبدأ بعدها بالتباكي على الوقت الضائع، ولماذا لم نستغله؟ هل هذا يعيد للطالب وقته؛ ليستفيد منه أو يستغله؟ طبعًا لا؛ فلماذا نسأل بعد فوات الأوان؟..
بدلاً من كل هذا لماذا لا يتم التوجيه قبل الإجازة بوقت كافٍ، سواء من المعلمين أو الآباء والأمهات، إلى التخطيط الجيد للإجازة، وتوجيههم لكتابة أهدافهم التي يرجون تحقيقها، ومساعدتهم على ذلك بما يحقق لهم حفظ الوقت والفائدة، والتطوير للقدرات والمهارات والهوايات؟
طبَّقت بشكل شخصي برنامج (فقط60 دقيقة) لاستغلال الوقت، وتحقيق الأهداف، وكانت النتائج مبهرة. وأضع هذه التجربة بين أيديكم للاستفادة.
أولاً: يجب تحديد الهدف الذي تريد الوصول له، ثم تحديد كم أحتاج من الوقت لتحقيق هذا الهدف.
مثلاً: قراءة خمسة كتب أثناء الصيف أحتاج إلى (60 دقيقة) مرتين في الأسبوع للوصول لهدفي. ومن ناحية العطاء والبذل للمجتمع فإن بذل (60 دقيقة أسبوعيًّا) في عمل الخير من زيارة مريض، أو نظافة حديقة عامة، أو مساعدة للمحتاج، ستمنحك الكثير من السعادة، وأيضًا سيكون لها أثر إيجابي على المجتمع ونفعه.
ومن ناحية صحية وجسدية فإن (60 دقيقة) تقضيها في ممارسة الرياضة لمدة 4 أيام أسبوعيًّا سيكون لها أثر كثير ونتائج مبهرة.
ومن ناحية تطوير هواية أو تعلم لغة جديدة فإن بذل (60 دقيقة) لمدة 4 أيام أسبوعيًّا سيصل بك إلى ما تريد وأكثر.
فقط تمعن بأهدافك، وضع لها أوقاتًا، ونظِّم جدولاً لتنفيذها، واستمتع بإجازتك، وستكون إجازة جميلة ونافعة ومثرية لك إن شاء الله.
الزبدة:
إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحًا، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنسانًا.. «مثل صيني».