محمد المرواني
لا شك أن رئيس النصر سعود السويلم كسب الجولة بامتياز بذكاء كبير؛ تحرك باحترافية، ترك الكل يسأل متى يصرح؟ متى يظهر بالإعلام؟ اتهامات بأنه لا يجيد لغة الكلام رياضيًّا، راعي إبل.. وهل رعاة الإبل إلا دهاة العرب؟
صمت، وربما بالصمت حكمة. وعند الأوان ظهر بحديث مسجل؛ واتُّهم بأنه لا يمكن أن يجيد اللغة المباشرة للإعلام، ولكن الحقيقة أنه صمت، وترك الآخرون يتحدثون؛ لأنه بالوقت المناسب، وعندما اشتدت المنافسة، ظهر بحديثه الأول، فماذا قال؟ تدخلات بالتحكيم.. بقرارات اتحاد القدم.. هاجم المنافسين.. بوجهة نظري كسب الجولة في لحظة احتقان الشارع الرياضي، وبدهاء جرهم إلى خارج الملعب، بينما فريقه سحب الصدارة داخل الملعب حتى وهو يخسر من الاتحاد دوريًّا، ثم بالكأس، ويدع لمنافسه المباشر الهلال الفرصة التي لم يشتغل عليها الهلال لتصحيح أوضاعه؛ لأنه كان بوضع لا ينظر لحاله، بل ينظر للسويلم، ويبحث عن كيفية معاقبته من الفيفا في زمن لا يعطيك الفيفا إلا رأيًا؛ لأن لكل اتحاد استقلاليته.
* الهلال وصيف الدوري أضاع نفسه قبل أن يضيِّعه الآخرون.. برئيس عاد، ولكن بتاريخه الماضي. والغريب أنه تغيَّر بكل شيء، بل كان أشبه بخيال محمد بن فيصل، وليس من قارع الاتحاد بعز مجده بالحرب النفسية، وحصد البطولات. باختصار، خسر كل شيء، بلعبة لم تخطر له على بال عندما عاد؛ فليس الأمير بطموح الأمير، وليس الهلال باختصار الهلال، وإن بقيت الحال بما نشاهدها اليوم فستختفي كل مظاهر قوة الزعيم؛ والدليل أن من لا يجرؤ على الإشراف على براعم الفريق يطمع بأن يكون رئيسًا له..
* التعاون ثالث الفرسان، وبطل الكأس.. ما زال محمد القاسم مع رجالات القصيم يقدمون فن الإدارة وقيمة الجماعة، وكيف هم يد واحدة من أجل سكري سيدوم حلاه على مَر الأيام.. فريق الأحلام بالدوري السعودي، وبطل إن استمرت أدواته فسيكون المنافس الأول على دوري الموسم المقبل.
* الأهلي رابع الدوري ربما ابتسمت له المشاركة بالملحق الآسيوي.. بدا قويًّا مع ماجد النفيعي الخلوق، الرجل النبيل بكل شيء، حتى وهو يتنحى بلطف وبدون إساءات، عندما وجد نفسه بمجتمع يخسر نفسه فيه؛ ففضل أن يكسبها ولو على حساب عشقه الكبير. كان من الممكن أن ينافس، ولكن التنافس بين رجالاته حرمهم المنافسة بالملعب.
* خالد البلطان.. ربما الشبابيون يشكرون الله على عودته بعدما ضاع الشباب. وفي اعتقادي لو أتى مبكرًا لربما الحال غير الحال. خسروا حارسهم ابن مصطفى بوقت مهم؛ ففقدوا فرصة التمثيل الآسيوي. ستكون للشباب كلمة، وربما عودة للمنافسة الموسم القادم.
* أندية الوسط لعبت دور الكومبارس بذكاء؛ استفادوا من دعم الهيئة، وكسبوا جماهيرهم بالبقاء. أفضلهم رئيس الفيصلي فهد المدلج الذي حافظ على شخصية فريقه كمنافس قوي بملعبه وخارجه رغم افتقار الفريق لجماهيريته إلا أن المدلج رئيس بدرجة تاجر؛ يعرف متى يبيع ومتى يشتري.
الهابطون ضحية!! هل كانت لعبة الهبوط غير نزيهة؟.. هل تحرك الجميع من أجل العميد؟ ما هي أسباب هبوط القادسية والباطن وأُحد؟ هل السبب سوء إدارة أم حسن نية أم السماح لمن هم داعمون بالتدخل بقراراتهم، سواء باللاعبين أو ربما حتى بالنتائج..
القادسية الخبير بالدوري أعتقد فنيًّا أفضل من بعض ممن نجا، ولكنه ضاع بالتخبطات الفنية للجهاز الفني الذي لم يعرف كيف يتعامل مع المباريات..
الاتحاد خارج حسابات المنافسة بالدعم المادي الذي فاق الوصف.. ميزانية خيالية، ما زال الاتحاد يصرف منها حتى والموسم منتهٍ.. فائض كبير، يجعل من العدالة خارج منافسات الهبوط. ولا نقول للباطن وأُحد إلا لكما الله؛ فوسط هذه المعايير لن نلوم إدارة أو لاعبين؛ لأن الحكم صدر مبكرًا من الفترة الشتوية بهبوطكما بحكم غير قابل للاستئناف.
كل عام وبلادي بخير، كل عام تحت راية سيدي سمعًا وطاعة. عيدكم مبارك. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.