«الجزيرة» - واس:
يلازم العديد من المرضى الأسرّة البيضاء في المستشفيات خلال أيام عيد الفطر المبارك لظروف صحية حالت دون مشاركة ذويهم ومجتمعهم بهجة المناسبة وما يسودها من مظاهر اجتماعية يعيشها الصغير والكبير. وفي زيارة لعدد من مستشفيات العاصمة الرياض لبعض المرضى، أكد المريض ممدوح عبدالله 19 عاماً الذي يخضع لعلاج نتيجة إصابته بعدة كسور في الأطراف السفلية إثر حادث مروري، أن التواصل المستمر من قبل أفراد أسرته وأقاربه والأصدقاء خفف من معاناته وابتعاده عن أجواء العيد، مفيداً بأن ما حمله الزوار من مشاعر طيبة وهدايا تعكس سجايا المجتمع السعودي النابعة من تعاليم ديننا الإسلامي تجاه المريض وعيادته والسؤال عن حاله، مبرزاً مبادرات المؤسسات المجتمعية ومنها لجنة أصدقاء المرضى وبعض الجمعيات عبر تخصيص برامج معايدة واحتفالات في أقسام التنويم في المستشفيات.
من جانبها، قالت المريضة شيماء سلمان 60 عاماً، التي حل عليها عيد الفطر هذا العام وهي ترقد على السرير الأبيض: «أنا سعيدة بالزيارات المتكررة من قبل أسرتي وأحفادي كذلك الأصدقاء، إضافة إلى المنومين في المستشفى الذين ساندوني في تجاوز أجواء العيد المختلف عن سابقه، وهو ما خفف الكثير من التعب والبعد عن الأسرة». وأضافت أن مشاهدتها أفراد أسرتها وهي تحتفل بالعيد عبر الهاتف المحمول ودعواتهم لها بالشفاء أدخل السرور إلى قلبها, ومنحها شعوراً أفضل، مبينة أن عادتها السنوية في توزيع هدايا العيد لم تنقطع حتى وهي تخضع للعلاج بالمستشفى إذ ساعدتها أسرتها في إعدادها وتجهيزها. المشاهد تتعد في أقسام المستشفيات وصور التواصل مع المنومين حية لا تنقطع على امتداد ساعات الزيارات المفتوحة بمناسبة العيد، والحال كذلك مع المريضة العنود إبراهيم 40 عاماً التي بيّنت أنها تعاني منذ عامين من إصابة في فقرات الظهر والرقبة وهو ما أثر على حركة أطرافها الأربعة، وأصبحت تعتمد على كرسيها الكهربائي المتنقل، إلا أن ذلك لم يمنعها من التنسيق مع إدارة المستشفى وبإشراف ذويها من المشاركة في أول أيام العيد في معايدة أقاربها في قريتها، مؤكدة أن تواصل الأهل والجيران والأصدقاء مع المرضى يسهم في الرفع من معنوياتهم ويبعث على الأمل.
وتشارك العديد من الجهات والجمعيات الخيرية في مدينة الرياض المنومين في المستشفيات فرحة العيد, ومنها جمعية مكافحة السرطان بالرياض التي اطلقت برنامج هدايا العيد للعام الـ15 على التوالي, واستهدفت زيارة أكثر من 300 مريض ومريضة بالسرطان المنومين في مستشفى الملك خالد الجامعي، ومدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، ومستشفى قوى الأمن، ومدينة الملك سعود الطبية، ومدينة الملك فهد الطبية، ومستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بالحرس الوطني، ومستشفى الملك فيصل التخصصي, بمشاركة عدد من الشخصيات الاجتماعية والفنية والرياضية والتطوعية، وعدد من منسوبي الجمعية لتهنئة المرضى بالعيد والترويح عنهم ومساندتهم اجتماعياً ونفسياً والتخفيف من آثار الإصابة بالمرض، إلى جانب تقديم الهدايا.