حميد بن عوض العنزي
دول الشنغن من أبرز الوجهات التي يرغبها السعوديون، رغم وجود متطلبات إصدار التأشيرة والتكاليف المرتفعة للسياحة هناك.
وهنا معاناة سنوية يواجهها السعوديون عند طلب إصدار تأشيرة (الشنغن). هذه المعاناة لا تبدأ في المكتب المخصص في إصدار الشنغن بل تبدأ حين (تنوي) السفر، فالموقع الإلكتروني المسؤول عن حجز المواعيد غير قادر في فترات كثيرة على استيعاب طلبات حجز المواعيد، لذلك يبلغك الموقع لأيام أن الحجز غير متاح دون النظر للالتزامات التي وقعت على كاهل المتقدم من حجوزات طيران قد أزفت وفنادق وغيرها، بالإضافة إلى ذلك فإن حجز الموعد قد تتباعد أيامه لأفراد الأسرة الواحدة رغم أن المعلومات التي تظهر على الشاشة (تدعي) إمكانية الحجز لعدد خمسة أو ثمانية أفراد في موعد واحد، وهذا ملاحظ لراغبي استخراج الفيزا النمساوية تحديداً في مدينة الرياض.
أما عند القدوم للمكتب المخصص لاستقبال طلبات الشنغن فإن الصورة التي تتجلى أجزم أنها لا تمثل دول الشنغن وحرصها على استقبال السائح السعودي والصورة النمطية المتعارف عليها من الحرص على النظام والانضباط في تطبيقه، فالعشوائية وعدم التنظيم وارتفاع أصوات الشجار ترسم صورة المكان، كما أن فترات الانتظار للجلوس أمام الموظف المختص قد تتجاوز مدة رحلة الطيران لأوربا، وحتى لو استقبل هاتفك الجوال رسالة انتهاء المعاملة فإياك أن تتوقع أن حضورك لاستلام الجواز سيكون قصيراً في مدته إذ إن الانتظار قد يطول ويتجاوز ساعات تقديم الطلب. وحتى أكون دقيقاً في استعراضي لهذه المشكلة فأنا لا أتحدث هنا إلا عمّن استوفى جميع المتطلبات واكتملت أوراقه دون نواقص.
أخيراً أظن أنه من غير المناسب أن تكون بوابة الدخول لتلك البلدان المتقدمة هو المرور بهذا المعاناة، فالحاجة أضحت ملحة لأن تلتفت سفارات الشنغن لهذه المعاناة وتضع يدها على الخلل الواضح، والذي يحتاج إلى حل عاجل يصل إلى جذور المشكلة.