سهوب بغدادي
فيما نمر بأيام عيد الفطر السعيد نشارك المتعففين هذه المناسبة بالعطاء الجزيل سواء عن طريق الزكاة أم الصدقات، فالعطاء أمر جميل ولا بد منه وكما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من يلزم الصدقات دُعي يوم القيامة ليكون من الداخلين إلى الجنة من باب الصدقة.
وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، وذكر من هؤلاء السبعة: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه». إضافة إلى فضائل الصدقة العديد كزيادة البركة في الأموال، ونيل الأجر من الله تعالى وسد حاجات المحتاجين وإدخال الفرح والسرور إلى نفوسهم، فالصدقة تعد أعظم وجه للتكافل الاجتماعي.
إلا أن تحري مستحقيها أمر أجمل وأعظم لما نشهد من انتشار ظاهرة التسول الفعلي والإلكتروني على حد سواء، فالشارع يعج بالمتسولين في أيام رمضان والعيد وفي الجانب الآخر نجد العديد من رسائل التسول الإلكترونية في محاولة استعطاف الناس للحصول على مبالغ مالية خيالية كنا حدث العام الماضي حيث زعم صاحب حساب أنه لديه طفلة مصابة بالسرطان وأن جميع المبالغ المحولة لإنقاذها. فيما شهدت بأم عينيّ في رمضان عامل نظافة يخرج رزمة من المال ليضيف عليها ما أخذ من مال للتو إضافة إلى ظاهرة تسول الأطفال الذين لا ياخذون المال لأنفسهم على الأغلب، فلقد رأيت سيارة (ونيت) تقوم بتحميل أطفال متسولين لنقلهم جميعًا إلى مصير مجهول. بفضل الله ثم بفضل بعض التطبيقات المتخصصة في هذا النطاق نجد أن العطاء أصبح أيسر، وأذكر مثالاً رائعًا لهذه التطبيقات كخدمة فرجت وهي مبادرة تهدف وزارة الداخلية من خلالها إلى إشراك المجتمع في مد يد العون للموقوفين في قضايا مالية، وإتاحة ذلك عبر منصة أبشر الإلكترونية حيث يتاح التبرع بريال إلى مائة ألف ويزود الشخص بايصال السداد عقب التحويل. إن العطاء يصبح مسلوبًا عندما يصل إلى الشخص الخطأ فلنتحر مواطنه الحقيقية لنرتقي بأنفسنا ومجتمعنا.