فهد بن جليد
مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء تصرَّف بحكمة ومسؤولية إزاء تعويض المشتركين المتأثرين بالانقطاعات التي حدثت في كل من مناطق عسير وجازان ونجران والباحة بسبب سوء الأحوال الجوية، وذلك بحسم «ربع الفاتورة» 25 في المائة من قيمة الاستهلاك الذي يخص شهر يونيو 2019، مُتجاوزاً بذلك الشروط والمُتطلبات المُعلنة التي تحكم تعويض المُشتركين في حالة انقطاع الكهرباء، وهذه «مُصافحة جميلة» من الشركة التي ذكرت في بيانها أنَّ ذلك يأتي التزاماً بمسؤولياتها تجاه مشتركيها بعد المُعاناة التي سبَّبها لهم الانقطاع في شهر رمضان المُبارك، ومثل هذه السُّنة الحسنة أرجو أن تستمر لتعويض المُشتركين مالياً في مثل هذه الحالات، فالشركة تتعامل معهم على هذا الأساس بتقديم الخدمة بمُقابل مالي وتقطع الكهرباء في حال عدم السداد، وهي ملتزمة بتوفير الطاقة وفق معايير وضوابط الخدمة التي يدفع بموجبها المُشترك رسوم اشتراك وقيمة استهلاك، وهذا ما كُنَّا نطالب به في أكثر من مُناسبة بأنَّ يكون هناك تعويض مُناسب ومرض للمُشتركين الذين يُعانون خسائر كبيرة وأضراراً ومُعاناة نفسية وجسدية ومادية.
التعويض الأخير من شركة الكهرباء ربما خفَّف من مُعاناة البعض، وهو خطوة جيدة وفي الطريق الصحيح للتعامل بمسؤولية مع المُشترك بعيداً عن مُجرد الاعتذار والتبرير الذي تعوَّد عليه المُشترك في مثل هذه الحالات، والذي لا يُغني ولا يُسمن من جوع ولا يُغيِّر من المُعادلة على أرض الواقع شيئاً، لنتذكَّر أنَّه مهما بلغت «قيمة التعويض» فهو حتماً «غير كاف» ولن يعيد اللحظات والخسائر المادية التي عاناها وتكبدها الناس بسبب انقطاع الكهرباء عنهم، خصوصاً أصحاب الأنشطة التجارية، وحتى من يوجد لديهم حالات خاصة في المنازل تحتاج لاستخدام الكهرباء طوال الوقت لظروف علاجية أو تخزين أدوية أو مواد غذائية ونحوه ممَّن تضرَّروا أكثر من غيرهم، ويستحقون أن تنظر الشركة دائماً لهم بعين مُختلفة في مثل هذه الظروف.
الشركة السعودية للكهرباء سنَّت تشريعاً واضحاً للأعمال التنفيذية من مجلس إدارتها، وهي بذلك مُلتزمة بالتعامل بالمثل مع جميع المُشتركين الآخرين في جميع مناطق المملكة ممَّن يتعرّضون لانقطاع كهرباء مماثل لأسباب تتعلَّق بخلل في التشغيل أو التركيب أو الأحمال، أو حتى لتلك الأسباب القصرية الخارجة عن الإرادة كالأمطار والسيول وغيرها، فنظام الشركة واحد ويُفترض أنّه ينطبق على جميع المُشتركين في حال العطل أو الضرر.
وعلى دروب الخير نلتقي.