د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
متابعة لحواري مع واحد من أمريكا الشمالية، حول القيم المتوارثة، قلت له لو نفتح الحوار حول القيم المستمدة من ديننا لأعياك النقاش، قيمنا الإسلامية لها بعد كوني إنسانيًا، قال كيف؟ قلت: المرأة عنصر فاعل في حياة المجتمعات، قارن بين معاملتنا لها ومعاملتكم؟ تقولون إننا نقسو عليها ونسلب حقوقها، وأقول حقوقها مضمونة في الإسلام، حقوقها المالية والاجتماعية ومكفول لها حق التعليم والعمل وتشارك مع الرجل في رعاية أفراد العائلة وتصريف أمور المنزل، وأحد شعراء العرب المحدثين والمشهورين، يقول وبحق: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، نعم فهي مربية الأجيال ورافد عظيم لما يتعلمه أبناؤنا في المدارس النظامية. الأب وحده، وبمعزل عن الأم، لا يستطيع تربية الناشئة، إن خروج المرأة للعمل دونما ضرورة سبب ويسبب إشكالات للأسرة وبخاصة صغارها. هذا الأمر نحس به في مجتمعنا وأنتم تحسون به في مجتمعكم. من هذا يمكن أن نتفق على أن لدينا أمورًا مشتركة، وذكرها يطول شرحه. وقبل أن أسترسل سأذكر لك أمرًا في مجتمعكم ومجتمعات غربية أخرى: هنالك «فوبيا إسلامية» بمعنى أن كثيرًا من الدول، وبتأثير من الإعلام الغربي، تخشى الإسلام وتتخوف منه، إما لسوء فهم، أو لأنه دين واضح ومنافس للأديان الأخرى، شرقًا وغربًا، وحكم عليه، خطأ، من سلوكيات لأدعياء الإسلام والمتسمين به، وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام الحقيقي، كما شرع بالقرآن وأحاديث الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم. وهناك من المبرزين، من الغرب والشرق، تمعنوا في الإسلام ورجعوا لمصادره الصحيحة وشهدوا له، ومنهم من اعتنقه عن اقتناع. ومن عقيدة المسلم أن يؤمن بجميع الكتب التي أنزلت على الرسل من آدم إلى محمد، إذ إن القاسم المشترك بينهم الإقرار بوجود خالق واحد يعبد وحده لا شريك له. ولو تجردنا من تعصباتنا، لأدركنا أن الإقرار، المذكور، سهل المنال. وقد تقول من الصعب الاتفاق على دين واحد على مستوى الكوكب، وأسرع وأقول، إن اختلاف الأديان والمعتقدات المرتبطة بها مذكور نصًا في القرآن الكريم. وسأكتفي بما ذكرت حتى إشعار آخر، وأختم بأن أذكر أن الاختلافات الدينية والسياسية والاقتصادية يجب أن نتعامل معها إيجابيًا لصالح مجتمعاتنا وشعوبنا وأقطارنا.