د. فوزية البكر
دعوني أبدأ بأن أهنئكم جميعا بعيد مبارك وأمن علينا، وعلى العالم أجمع أعاده الله علينا باليمن والمسرات وبوجود وصحة من نحب حولنا وبطمأنينة تملأ فضاء هذا الوطن وبعزيمة سامقة لحكامنا ولنا ولأبنائنا تصل عنان السماء لتبني وطناً كريماً ورغيداً للجميع دون استثناء.
ومع الاحتفالات الكبيرة التي نظمتها مناطق المملكة المختلفة ابتهاجا بالعيد كما يجب أن يكون ولنشر الطاقة الإيجابية التي تزرع الفرح وتربي العزيمة لقبول تحديات أكبروبجهود تستلهم القاصي والداني ليشارك في فرحة مسالمة تنادي بعالم يملأه الإخاء وتعمه المحبة والفرح، وهذه هي الرسالة التي تقودها السعودية الجديدة لأبنائها ولكل مسلم في بقاع الأرض ولكل الأديان والثقافات: وطن مشغول ببناء مستقبله ومستقبل العالم الاسلامي: يبحث عن الأمن والاستقرار والرفاه والسعادة.
يبقي علينا محلياً أن نستحضر ما كان آباؤنا وأجدادنا يفعلونه ببساطتهم الطبيعية ودون تكلف فيلتقون في أعيادهم ويفرحون ويفرحون أبناءهم سواء كان ذلك بشراء ملابس العيد الجديدة وخاصة للأطفال أوبتنظيف المنزل وغرفه ونوافذه ومطبخه وتبخيره استعدادا ليوم العيد أوكان بالمشاركة في إخراج طعام العيد وبسطه أمام المنازل والتشارك في أكله مع الجيران والعابرين للطريق صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك وبعد الصلاة مباشرة أوهي تلك العيديات التي كانت تملأ قلوب الأطفال فرحة حين يطرقون أبواب الجيران بعد إعلان العيد ليلا مرددين: عطونا مما أعطاكم: فيهب الجيران الحلوي والألعاب الخفيفة التي يتسابق عليها الأطفال بل وقد يتصارعون وربما وصل الأمر بين الذكور إلى تشكيل فرق وعصابات صبيانية صغيرة تتربص ببعضها البعض لجباية ما يكون أبناء الحي الآخر قد غنمه، وهكذا مع ما يصاحب ذلك من ضجيج وأنين وفرح ومغامرة نحتاج لإعادة أحيائها في مدن الاسمنت التى نقطنها اليوم.
وقد قامت إحدي شهيرات السناب شات السعوديات الأخت الكريمة أماني العجلان بسؤال متابعيها من المناطق المختلفة عن عاداتهم التي يتذكرونها في الاحتفال بالعيد فذكرت إحدى المتابعات من حوطة سدير أنه إذا جاء خبر العيد ليلة العيد يتمشي الاطفال في شوارع الحي مغنين: حاموني من حماكم يطلبون عيدياتهم وذكرت إحدى المتابعات من الجنوب الجميل انه ومن أول يوم في رمضان يقوم السكان بجمع الحطب ويصفونه في قمم أعلى جبل في كل قرية حيث يقوم سكان القرية بصفه تدريجيا ليشكل هضبة كبيرة من الحطب تعلو تدريجيا حتى آخر الشهر وبتاريخ 27 رمضان يكون، قد جمع حطبا كثيرا بحيث ينور كل المنطقة عند اشتعاله ليلة العيد، وهنا يقوم سكان القرى بإشعال النار مع الغناء والأهازيج لإعلان قدوم العيد وتسمى هذه العادة (مشاعيل) ويهتفون باسمها وتبقى مشتعلة حتى ساعة متأخرة من الليل بحيث تضاء القرى جيمعها بشكل جميل جداً (لاحظ لم تكن الكهرباء قد وصلت إلى هذه القرى في ذلك الوقت فتصور فرحة الناس وابتهاجهم بالنور من حولهم وتخيل مخيلة الصغار التي أضيئت فجأة وسط الظلام الدامس: يالها من معجزة في ذهن كل صغير وكبير: يالها من بهجة غير ممكنة الاستعادة في زمننا الحاضر المليء بالضوء.
وذكرت المتابعة من الجنوب أن لديهم ما يسمى بالقريص وهو تصغير لخبز القرص الذي هو رغيف من الدقيق المصنع في البيوت حيث يذهب الأطفال صباح العيد ويلفون أرجاء القرية ويطرقون كل باب يطلبون من كل بيت قرصا للفطور ويغنون بشكل جماعي مرددين: ياعمة: قريص قريص، ياعمة الله يكبر ولدك ويحتزم بالمسبت ويسرح الشرقية)! وتكون كل نساء القرية قد أعددن الطحين في بيوتهن وبدأن في قرصه كل حسب إمكاناته فيعطي كل طفل نصيبه من قطعة القرص فيمضي سعيدا إلى أهله بما جمعه من أقراص الخبز ليكون فطورا له ولأهله في الأيام التالية لكن في موقع بني مالك ذكر أنه وبعد أن تتم عملية جمع القرصان يتم الاتفاق على الجلوس فى مكان وسط القرية وعادة ما يكون بالقرب من مسجد القرية حيث يتم وضع الحصيلة وتقسيمها بين المشاركين في ما كانوا يسمونه (التقريص).
وذكرت متابعة أخرى من شمال جازان تهامة أن لديهم عادة الشعبانية بـ15 شعبان وبعضهم يقيمها في رمضان ولا زالت معروفة إلى اليوم حيث يزينون البيوت وتتحنن الفتيات ويقوم كل بيت بعمل بعض الأكلات الشعبية ويتسامر الجيران وكانوا يضعون الخضاب علي أبدانهم لكن ومع الصحوة انتشر أن هذا الخضاب بدعة فتركها أغلب الناس، والآن رجع لها البعض ولكن بمسميات مختلفة وتقول: أتذكر أمي وأنا صغيرة تضع جمرا في صينية أوكأس وتضعه على الجدار وتبخر الحارة بعود او ببخور الصندل. يالها من أيام.
هل لديكم ذكريات يمكن أن تشاركوا قرائي بها؟ نحب أن نسمع ذكرياتكم لإثراء المحتوى المحلي من تراثنا الثري في مناطق المملكة المختلفة.
شكرا للمشاركة وكل عيد ونحن جميعا بخير وأمان.