سمر المقرن
أجمل عيد هو الذي تقضيه وأنت تشعر بأنك قدَّمت أعمالاً عظيمة في الشهر الفضيل، وأنك قدَّمت إنجازات كبيرة تُحسب لك في موازين أعمالك، من أجمل القنوات المفتوحة لفعل الخير هي خدمة «فُرجت» التي تم إطلاقها قبل عدة أيام عبر منصة أبشر لمساعدة السجناء المعسرين والذين حرمتهم الديون من البقاء مع أهاليهم. وقبل مرور أربع وعشرين ساعة منذ وقت إطلاق الخدمة دخلت على حسابي في أبشر حتى أساهم حسب قدراتي في عمل الخير. بصدق خصصت محرك البحث للنساء فلم أجد سوى امرأة أرملة واحدة في منطقة مكة المكرمة على عكس قوائم الرجال الطويلة، ما يعطيني مؤشراً بأن المرأة أكثر عقلانية في أن تقع في فخ الديون!
المهم أنني ساهمت بما أستطيع وقد حفّزت متابعيَ عبر سناب شات وتويتر للمساهمة في هذا العمل النبيل وكأنني وأنا أمر على قوائم الأشخاص ومديونياتهم ومدة حبسهم أرى كل واحد فيهم أمامي وهو يطير من الفرح بعد أن يناديه العسكري ويُبشّره بالإفراج بعد أن ساهم أهل الخير في تسديد مديونيته، كم هو مشهد عظيم أن تعيش هذه المشاعر وكأنها تعبر أمامك في مشهد مصوّر، وأنت من خلال ضغطة زر في خدمة سداد توقد هذه المشاعر لديك ولديه، فكم هو شعور عميق وأنت تمد يد العون بثقة كاملة أن ما تدفعه يذهب لمن يستحقه ويُفرّج عن همه ويُسعد أسرته التي لن تشعر بفرحة العيد وهو خلف القضبان.
خدمة «فُرجت» تحمل في طياتها كل معاني النبل والإنسانية والإيثار، بل إن ما يثلج الصدر عندما بدأت أختار بعض الحسابات للمساعدة لا أجد الدقائق تمر إلا وتظهر أمامي الشاشة أن دين المعسر قد انتهى وتفوتني الفرصة لأبحث عن غيره، كم هو عظيم المجتمع السعودي الذي لا يتوانى عن فعل الخير، وكم هي عظيمة هذه الخدمة التي تُنظّم مشاعر المجتمع وتحميه من استغلال عاطفته من قِبل بعض الأشخاص الذين يتضح فيما بعد وللأسف أنهم نصابون والشواهد على ذلك كثيرة ولست في واردها، إنما في وارد هذه المسؤولية الاجتماعية التي نفخر بها ونحن نرى الناس تتهافت على إفراج هم المعسرين، والشعور بحجم المسؤولية الكاملة في أن يخرج هؤلاء ويتمتعون بالعيد ليكون بحق سعيداً.. وكل عام وأنتم فخر للخير والوطن.