رجاء العتيبي
صدح المتظاهرون في أمريكا وأوروبا اليومين الماضيين بعبارة (الموت لولاية الفقيه). ويمكن أن نسمعها في الداخل الإيراني بوضوح، وبصوت مرتفع، لو أن المعمم (خامنئي) رفع العصا قليلاً, والحرس الثوري أزاح أقدامه عن (رقبة) الإيرانيين المحكوم عليهم في ظل شريعة الملالي بالويل والثبور والتعاسة والسوء والنحس.
بدلاً من (الموت لأمريكا) جاءتهم عبارة (الموت لولاية الفقيه) كالصاعقة، عبارة غير متوقعة بالنسبة لهم, قالها المتظاهرون في أمريكا، وقالتها حكومة (ترامب) عمليًّا بتنسيق إقليمي. ويتوقع خامنئي ومَن لف لفه أن الحديد والنار سيلجم الألسن, وسيغلق الأفواه الناطقة بالحق، ولكن هيهات له. أجيال مرت على إيران، اتضح لها يقينًا أن سياسة ولاية الفقيه ليست سوى خدعة وانكشفت, خدعة طال زمانها، ولكنها مع الجيل الحالي في رمقها الأخير. إنها إيران الجديدة التي سيبزغ فجرها عما قريب؛ فكل المؤشرات توحي بموت ولاية الفقيه.
الشعب الإيراني يعاني الأمرين مع عصابة تدعي الإسلام زورًا وبهتانًا, عصابة لا تعرف أن تدير إيران حسب الأعراف الدولية, وإنما يحكمها بشر شريرون، لا يعرفون للخير طريقًا, كل ما يريدونه نهم سلطوي عربيد، تعجز الدراسات السياسية وأبحاث العلاقات الدولية عن أن تفهمه. صورة بشر، ولكن الأفعال شيطانية.
ثلاثة عقود وسياسة إيران لم تتغير: تصدير لثورتهم المزعومة, دعم الطوائف إقليميًّا ودوليًّا, مماحكات سياسية, خداع, لؤم, استغباء واستحمار واستعداء, سياسة لا تقيم وزنًا لدول الجوار, ولا تقيم وزنًا للحضارة, ولا تقيم وزنًا للعلاقات الدولية، ولا تقيم وزنًا لشعبها.. ورغم كل الكوارث التي حلت بها إلا أنها لم تفهم الدرس, تتصرف بغباء, تتحدث ببلاهة, وتتعامل بخبث. جمعت سياسة الملالي كل المتناقضات؛ فلا سبيل للعلاج طالما أن ذلك مدون في دستورها المشؤوم. والحل نقل الكرة داخل ملعبها.
الإيرانيون في الخارج بلغ بهم الظلم أن يقولوا: «الموت للملالي»، في يوم كان الأولى أن يقولوا: «عيد سعيد» لو أن الولي الفقيه لم يحكم البلاد, كان من الممكن أن يقولوا لبعضهم: «كل عام وأنتم بخير» لو الحرس الثوري الموصوف منظمة إرهابية لم يأت للوجود.
إذا كانت هذه أوضاع الإيرانيين في الخارج فما بالك بالإيرانيين بالداخل؟ لا نملك إلا أن نعزي الشعب الإيراني في عصابة تحكمهم منذ 40 عامًا, مليئة بالضيم والظلم والثبور. ولكم أن تتخيلوا مقدار الفرحة التي يمكن أن تعم البلاد والعباد في إيران في حال رحيل ولاية الفقيه المشؤومة. لكم أن تتخيلوا مقدار الحرية والسعادة والفرح الذي سيراه العالم في لحظة انزياح الكابوس المعمم.