عبده الأسمري
امتثل لمرسوم الرسمية، وتماثل مع مراسيم المسؤولية؛ فكان سادنًا لعلانية البروتوكول، وخازنًا لأسرار المحافل الرسمية.. انتهل من الاقتصاد «الدقة»، ونهل من الدبلوماسية «التدقيق».. فكان «المدير التنظيمي» للترتيبات في الدواوين الملكية، والاستراتيجي الذي يوزع «أوراق» المهام في دوائر «الاستقبال والتوديع» في قصر الحكم وبلاط الملك..
كتب سيرته بمداد «ثقة» السلطة، واستكتب نجاحاته بسداد «توثيق» العمل الذي يقف عليه منذ توزيع البداية حتى إعلان «النهاية»؛ ليفصل رداء «المقابلات» في حضرة «التنظيم»، ويحيك جلباب «التخطيط» في حضور «النظام»..
إنه معالي رئيس المراسم الملكية خالد العباد أحد أبرز مسؤولي الديوان الملكي، ومايسترو «الجدول الملكي» في المهمات والزيارات والاحتفالات والاستقبالات.
بوجه مكي ممتلئ، قرير بالسكون، يشع بالاستقرار، وعينَين واسعتَين تشعان «حنكة»، وتنبعان «دراية» وملامح وطنية أصيلة، تتشابه مع والده، وتتكامل مع أخواله، وتقاسيم هادئة، ينبع منها الوقار، وقامة طويلة تتوارد منها إيماءات المسؤولية وإيحاءات الرسمية، وهندام يتوشح «البشوت» الملونة و«الأشمغة» المسدلة والمشكّلة من الجانبين بإتقان، وصوت تحفه عبارات «النموذجية»، واعتبارات «الذوق»، ينطلق من لهجة مختصرة للمهام، ومنتصرة للمناصب، قضى العباد - ولا يزال - سنين في ردهات القصور والدواوين الملكية، ووسط دروب المعالي ممتطيًا صهوة «الإخلاص» مستلاً «سيف» العزيمة ملوحًا ببريقه في فضاء الهمم؛ ليكون «الحاضر» الأول على يسار «الملك»، والوجه المألوف في «وسائل» التعريف.
في مكة المكرمة وُلد ونشأ في كنف «التقى» مأخوذًا إلى «سلطنة» البركات و»سلطة» الحسنات مشفوعًا بمكملات «الامتثال» في نموذج «أب كريم»، واستكمالات «الدلال» في «حنان» أم حانية، فسار بين قطبَي «معادلة تربوية» فاخرة من الاقتداء والاحتذاء؛ فامتلأ قلبه بذكريات طفولة، كانت «قصص انطلاق»، واستذكارات تربية، ظلت «حنين اشتياق»..
ارتسمت في وجدانه طفلاً مشاهد «الروحانية» في صحن الطواف، وشواهد «السكينة» بين الحطيم وزمزم، وامتلأت ذاكرته برياحين «الفرائض» ونسائم «النوافل» وخارطة اليقين في تلبية الحجيج وقوافل المعتمرين، فتربي وسط «سطوة المحاسن»، وتزكى بين «حظوة الإحسان».
كان العباد صغيرًا، يستمع إلى «أسماء» الناجحين في راديو «قهوة» حية العتيق؛ لينطلق هو وأقرانه مبشرين عائلات الجيران وأسر الأصدقاء ببشائر الفلاح، مشبعًا وجدانه بالطموح؛ فظل يكتب «أمنياته» ليلة البدر، ويسجل «أحلامه» مطلع الشهر مكملاً «وسم» الشفاعة بطلبات العلا في مناسبات «أسرته»، و«انتساب» عشيرته، حتى كان «مشروعًا» مشهودًا بكفالة «الدوافع»، وتكفل «الإصرار».
في الرياض كبرت في مخيلته «وقائع» الإنجاز في سيرة والده التي تشربها بالإرث، وانتهجها بالرفقة والمحاكاة؛ إذ كان يكتب أعمال والده الذي كان رئيسًا للديوان الملكي في عهدَي الملكَين فيصل وخالد - رحمهما الله - في عقله قبل أوراقه؛ فنهل من والده خبرة «الاقتدار»، وانتهل من سمعته «حنكة الاعتبار».
سيرة مضيئة للعباد، أكمل عقودها بنيل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الدولي من جامعة الملك سعود عام 1982م، ودورة في الدبلوماسية والبروتوكول في المملكة المتحدة عام 2003م، ثم مارس العمل أمين مراسم في المراسم الملكية عام 1986م، ثم مساعدًا لرئيس مراسم سمو ولي العهد من عام 2007م إلى عام 2011م، ثم مديرًا للمراسم الملكية في منطقة مكة المكرمة من عام 2011م إلى 2014م، وكُلف بمهام مراسم سمو ولي العهد من عام 2014م حتى عام 2015م حتى تم تعيينه بأمر ملكي رئيسًا للمراسم الملكية بمرتبة وزير.
اعتاد موظفو المراسم على تراحيب الزمالة، وصباحات «التوجيه»، وسرائر «الدعم» في شخصية العباد وهو يوزع «مهمات» يوم رسمي مفعم بالروح، موسم بالتعاضد..
يقف «العباد» صرحًا «بشريًّا»، ينظم «المواعيد» الملكية، ويرسم «الخرائط» المكانية، ويحدد «المواقيت» الزمانية في «بلاط» الحكم بديناميكية عالية، وحرفية مستسقاة من معين «خبرة ذاتية»، ومنتقاة من منهل «حكمة متوارثة».
رغم وجوده «رفيقًا» للفلاشات المستمرة بحكم «المقام الملكي» ومسلمات «المناسبة العليا» إلا أن العباد يتمتع بتواضع جم، وبساطة مستفيضة، تنطق «بالألفة» على وجهه، وتتوارد بالعطف على محياه؛ ليسمو «عملاً»، ويتعالى «قيمة».
في «الشؤون الملكية» و«التشريفات الخاصة» يوجد خالد العباد بحضور إنساني وحظوة مهنية كرجل دولة وعقل مرحلة وبطل مهمة في متون «النتائج» وفي سداد «الأهداف».