فهد بن جليد
في «عيد الفطر» هذا العام سنخوض تجربة جديدة باستمرار فتح بعض المولات المُشاركة على مدار الـ24 ساعة في مُختلف مناطق المملكة، هذه الفكرة الترويجية معمول بها في بعض العواصم السياحية التي تستقطب السعوديين، وهي خطوة -أراها شخصياً- في الطريق الصحيح، لا سيَّما وأنَّك ستجد أشخاصاً مُستيقظين طوال الـ24 ساعة بسبب تأثير سهر «ليالي رمضان» وعدم انتظام «ساعتهم البيولوجية» للنوم إلا بعد مرور عدة أيام، وفتح المولات أمام كافة الشرائح طوال الوقت خلال أيام العيد هو خيار تسويقي وترفيهي جديد على ثقافتنا، إيجابياته أكثر من سلبياته.
الناس لا تأتي عادة للتسوُّق في المولات أيام العيد، النسبة الأكبر يأتون لأهداف أخرى تتضح من خلال المُشاهدة وتبعاً للمبيعات أيام العيد، التي تؤكّد أنَّ المول أحد الخيارات القديمة الجديدة للناس في العيد بهدف «قضاء الوقت في مكان مُكيَّف مع ارتفاع حرارة الصيف، لعب الأطفال في المدن الترفيهية داخل المولات، زيارة المطاعم والمقاهي الخيار الأكثر زيارة في المولات، مُتابعة بعض الأفلام في قاعات سينما المولات، نسبة قليلة تأتي لشراء هدية أو للتبضّع من السوق خصوصاً للقادمين من خارج المُدن»، لذا أتمنى أن لا يفهم أصحاب المحلات المُشاركة في هذا المشروع الجميل أنَّ الهدف هو رفع مبيعاتهم وتحقيق أرباح عالية بالمُبالغة في الأسعار بحجة أنَّ الدنيا عيد حتى لا يشعر المتسوِّق بالاستغلال، فمثل هذا الفكر سيُفسد الخطوة الجميلة التي تهدف لخلق أجواء ترفيهية وخيارات جديدة في العيد، وهي بمثابة تسويق وإعلان للمولات التي ستزدحم بالناس طوال الـ24 ساعة.
الحياة «الليلية» مختلفة في الكثير من العواصم السياحية والكبيرة ولها روادها ومحبوها، فمُدن «مليونية» مثل الرياض وجدة والدمام تدبُّ فيها الحياة طوال ساعات الليل والنهار، تستحق أن يكون فيها مولات تعمل على مدار الساعة - بضوابط مُحدَّدة - كخيار جديد يخدم من يعملون طوال «الليل أو النهار» وهم شريحة لا يُستهان بها في كل وقت، لها الحق في التفكير بها وخدمتها، كما سنستفيد تخفيف الزحام على المولات، وزيادة ساعات العمل يفتح المجال لمبيعات أكبر، ولتوظيف عدد أكثر من السعوديين في هذه المولات. قد يتخوّف البعض من الفكرة ويرفضها لعدة أسباب ومبررات أحترمها، ولكنَّني مُتأكد أنَّها ستغيِّر من شكل حياتنا ومُدننا نحو الأفضل، لنُتابع نتائج ذلك في أيام العيد ونحكم على شكل التجربة.
وعلى دروب الخير نلتقي.