«الجزيرة» - طارق العبودي:
خسر منتخبنا الوطني للشباب تحت 20 عاماً فرصة التأهل للدور التالي في نهائيات كأس العالم في بولندا وحل أخيرا في مجموعته بلا نقاط.
خسر في وقت كان أبسط المتابعين يتوقع أن يقدم الاخضر مستويات مشرفة ويتأهل بسهولة عطفاً على أسماء المنتخبات التي ضمتها المجموعة باستثناء فرنسا..
خسر بأخطاء بدائية فادحة بدءا من حارس المرمى في الجولتين الأولى والثانية عبد الرحمن الشمري مرورا بالدفاع وانتهاء بالجهاز الفني الذي يقوده الوطني المجتهد خالد العطوي الذي لم يحالفه التوفيق في اختيار التشكيل الأفضل وطريقة اللعب المناسبة، وطغت المجاملات على عمله..
هذه الخسارة وإن كانت مُرَّة إلا أنها جاءت تحت شعار: «رب ضارة نافعة».. فقد كشفت أن المجاملات لن تفيد ابداً طال الزمن أو قصر، فالأسماء المختارة هي ذاتها التي لعبت كأس آسيا والتشكيل نفسه لم يتغير، والاختيار تخطى أسماء أخرى تستحق..
كما كشفت أن بعض القرارات المتعجلة وغير المدروسة ستُضعف كرتنا وستتضرر منها منتخباتنا بجميع فئاتها كثيراً وهذا ما بدا واضحا هذا الموسم، فخروج منتخب الشباب صفر اليدين وبمستويات باهتة ما هو إلا امتداد لخروج المنتخب الأول من كأس أمم آسيا بخفي حنين.
وعندما أقول -وغيري كثيرون- إن بعض القرارات الارتجالية غير المدروسة تسببت وستتسبب بمزيد من الخسائر لمنتخباتنا فإن هذا ما يبدو واضحا للملأ.
ولعل أهم القرارات التي لا فائدة منها هي هذا الكم الكبير من المحترفين الأجانب، وإلغاء مسابقات الأولمبي وتقليص عدد اللاعبين في كشوفات كل ناد!!، فوجود هذا الكم الكبير من المحترفين الأجانب أخفى نجوما كانت منتخباتنا أحوج إلى خدماتهم، وأغلب نجوم المنتخب الأول اختفوا بحضور الأجانب الثمانية، فما بالكم بالنجوم الشباب؟!.
في ظل وجود 8 أجانب أو 7 أو حتى 6 متى سيجد تركي العمار وخالد الغنام وعبد المحسن القحطاني وفراس البريكان وسالم السليم ومنصور البيشي وغيرهم الفرصة؟!.
متى سيشاركون إذا كانت فرقهم تعتمد على الأجانب اعتمادا كليا، إضافة إلى عدم وجود مسابقة للاولمبيين لأعمار «20 إلى 23» والتي ألغيت بقرار متعجل؟!.
متى يجدون الفرصة وقد صدر قرار متعجل آخر بتقليص عدد المقيدين في الكشوفات إلى 30 لاعبا بمن فيهم الأجانب؟!.
ولا ننسى أيضاً أن اللاعب الصغير يتعلم من نجمه المفضل الكبير، فكيف ومتى يتعلم اللاعب الشاب خصوصاً فيما يتعلق بالأمور التحكيمية والقانونية وهو يرى التحكيم يجامل النجوم الكبار في فريقه، كما حصل في أولى مباريات الأخضر الشاب أمام فرنسا عندما ارتكب لاعب النصر فرج الغشيان خطأ أدى لطرده مبكراً، وكان يعتقد انه خطأ عادي ولعبة قانونية كان يمارسها مرابط وبيتروس كثيرا دون أن يتعرضا لأي عقاب!!.
أمام ما حدث في بولندا فقد بات من الضروري جدا أن يتراجع اتحاد الكرة عن بعض قراراته، فماذا ستجني كرتنا والأجانب يحتلون ما نسبته أكثر من 75 في المئة من قائمة كل فريق؟!، وما الذنب الذي اقترفه اللاعبون صغار السن وهم يحرمون من فرصة اللعب بعد إلغاء مسابقة الاولمبي؟!, وما الهدف من تقليص عدد اللاعبين في الكشوفات إلى 30 بمن فيهم الأجانب؟!..
قد يقول أحد : «إن اللاعب الشاب بمقدوره الانتقال إلى ناد آخر بنظام الإعارة».. هذا ليس حلاً لأن انتقاله سيكون على حساب لاعب آخر في الفريق الذي انتقل إليه، وهنا «كأنك يابو زيد ما غزيت»!!..
عموما هناك العديد من الحلول «السهلة» التي ستضمن استمرار مشاركة اللاعبين السعوديين خصوصا صغار السن، وبالتالي استفادة المنتخبات من موهبتهم.. نقدمها عبر «الجزيرة» ومنها :
* تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى 4 أو 5 كحد أقصى.
* إعادة الدوري الاولمبي خصوصا أنه كان في سنوات مضت يقدم نجوما استفادت منهم أنديتهم واستفاد منهم الأخضر.
* زيادة العدد المسموح بقيده في الكشوفات، وليكن مثلاً «30» عدا الأجانب.
* تشكيل لجان فنية تضم لاعبين قدامى ومدربين وخبراء لمتابعة مسابقات الفئات السنية لاكتشاف لاعبين واختيارهم للمنتخبات وعدم الاكتفاء بنظرة المدرب فقط.
* زيادة الاهتمام بالأمور التحكيمية التي في الغالب تشهد كوارث تحكيمية في كل مباراة.
هذه الحلول كفيلة بإعادة اكتشاف اللاعبين السعوديين ومنحهم الفرصة، وستكون منتخبات «الشباب والأولمبي» على وجه الخصوص المستفيد الأكبر منها، وبالتالي سيستفيد المنتخب الأول في القريب العاجل.