فهد بن جليد
في الحديث الذي صححه الترمذي «إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة, ويد الله مع الجماعة, ومَن شذّ شذّ إلى النار». وهذا هو حال من خرج وشذ عن جماعة المسلمين في «قمم مكة» الثلاث ليرتمي في حضن «إيران اللظى» التي تحرق نفسها وكل من يدور في فلكها بتصرفاتها وأطماعها التوسعية الخبيثة, وتصديرها الفتن الطائفة والمذهبية والخراب. فإجماع الأمة بدوائرها الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية على كلمة سواء بجوار بيت الله الحرام للتصدي ورفض تلك الأعمال التخريبية والإرهابية التي تقوم بها طهران, أو تدعم وكلاءها وأذنابها من المليشيات أو الأحزاب الإرهابية للقيام بها نيابة عنها لإشعال الحرائق، وبث الفتن الطائفية والمذهبية هنا وهناك, يجعل الجميع أمام مسؤولياتهم وواجباتهم التاريخية على الأقل برفض هذه الاعتداءات ضمن «إجماع عربي وإسلامي»، لم نشاهد مثله منذ زمن بعيد؛ لذا كل من تراخى أو تخاذل أو تهرب من إجماع الأمة سيجد نفسه شاذًّا, يتعرى أمام التاريخ وأمام الأوطان والشعوب بسبب التصرفات والاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها مليشيا الحوثي المدعومة من طهران, وتصرفات وخطط ملالي إيران العدائية ضد الأمة العربية والإسلامية، بل ضد الإنسانية جمعاء.
طهران كانت تراهن على أذنابها من الأحزاب والخلايا النائمة ونفوذها في بعض البلدان والدول للتأثير على إجماع الأمة, وإفشال وتعطيل «قمم مكة» الثلاث بعدم التنديد أو إدانة سلوكها الإرهابي، وتدخُّلها في شؤون الدول الأخرى، ودعم الجماعات والمليشيات والأحزاب الإرهابية على أقل تقدر؛ فهي لم تتوقع هذا الإجماع والتنديد والتضامن الكامل والقوي مع السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نتيجة الأعمال الإرهابية التي وقعت مؤخرًا, التي تهدد الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة العالمية, وبلغة ورسائل واضحة، لا تقبل التأويل أو التشكيك.
ما حدث في «مكة المكرمة» اليومين الماضيين يعكس مكانة وقيمة السعودية وقيادتها الرشيدة بتلبية الدعوة الكريمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-, وحضور هذا الجمع الكبير من القادة والزعماء والتمثيل الرفيع, إضافة للمخرجات الكبيرة والمهمة التي توصلت إليها القمم بمناقشتها مختلف هموم وقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين, إضافة للتحديات التي تواجه مختلف البلدان العربية والإسلامية، وضرورة التكاتف والتعاضد والإجماع لرفض كل سلوك إرهابي وعدواني يصدر من طهران. فهذه ليست سوى «البداية» لرفض عالمي أوسع, وبإجماع أكبر, سيعري طهران أمام أنظار الأمم والشعوب.
وعلى دروب الخير نلتقي.