مرَّ عامان على بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليًّا للعهد. مرَّ العامان وهما في عداد الأشهر والأيام قصيران بلا شك، ولكن في حجم الإنجازات والبناء وتطوير المملكة اقتصاديًّا وتنمويًّا وسياسيًّا وأمنيًّا، وفي مختلف الجوانب، تعتبر هذه الفترة عقودًا من الزمن، بل تعد حقبًا من الإنجازات التي لا تنسى، بل تنحت في ذاكرة التاريخ عميقًا.
سموه -حفظه الله- قبل أن تسند إليه ولاية العهد كان على دراية تامة ببواطن الأمور؛ إذ كان قريبًا من الأحداث، ولصيقًا بها. وكان سموه قد اكتسب الكثير من مقومات القيادة ومؤهلاتها منذ أن كان ملازمًا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض، فكان الأمير الشاب الطموح المتحمس للعمل والعطاء الذكي الذي يحدق بعيدًا في الأفق، ويرمق موقع المملكة في المستقبل بين الدول العظمى في الكون، وكان مرافقًا لسلمان الحكمة والرأي والفكر السديد؛ فتعلم منه الكثير.. وعلى رأس ما تعلمه من والده الملك فن الإدارة، وحب العمل، وقوة التحمل، والقدرة على العمل ساعات طويلة دون كلل أو ملل، وكذلك سعة البال، والوقوف على حلحلة المشكلات بصمت وهدوء، وبحلول ناجعة جذرية.
كل هذه العوامل والأدوات والأسباب أسهمت في أن يكون سمو ولي العهد حديث العالم كله من حيث قدرته على تطوير المملكة، والارتقاء بها درجات كبيرة على صعيد الاقتصاد والتنمية والتصنيع والسياحة والتعليم والتصنيع الحربي، وغير ذلك من مقومات الدولة الحديثة.
وليس بمستغرب أن يتم اختيار الأمير محمد بن سلمان الشخصية المؤثرة عالميًّا لعام 2018م تقديرًا لجهوده وأعماله لخدمة الإسلام والمسلمين، والعناية بالحرمين والحجاج والمعتمرين. كما تم اختياره لدى كثير من الجهات بجوائز عالمية، وضمن أكثر الشخصيات المؤثرة عالميًّا نظير دوره المؤثر إقليميًّا ودوليًّا.
ولا يغيب عن البال الجولات الناجحة التي قام بها سموه خلال الفترة الماضية لكثير من الدول الصناعية الكبرى، منها بريطانيا وأمريكا وفرنسا وكندا والصين والهند وباكستان، وغيرها من دول العالم المتقدمة؛ إذ صبت نتائج تلك الزيارات في صالح تطوير التصنيع والسياحة والاستثمار في المملكة العربية السعودية، ولاسيما الاستثمار في مجال التقنية، وزيادة المحتوى المحلي.
ونحن نحتفل بالذكرى الثانية لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًّا للعهد لا بد أن نستحضر كل هذه الجهود والمنجزات والنقلة الكبيرة التي شهدتها المملكة وما زالت تشهدها على صعيد التنمية والتطور والتنوع الاقتصادي، وذلك في إطار رؤية 2030 ومبادرة التحول الوطني 2020. هذه الرؤى والخطط التي وُلدت من أفكار سموه ونظرته العميقة لمستقبل المملكة، بل مستقبل الشرق الأوسط بشكل عام.
إن إنجازات سمو ولي العهد لا تقف عن حد التنمية والإصلاح الاقتصادي وتطوير التعليم والتقنية فحسب، بل امتدت على صعيد الاهتمام بالقوات المسلحة السعودية والأجهزة الأمنية كافة، والاعتناء برجالها الذين برهنوا حبهم للوطن وتضحيتهم من أجله؛ فأصبحت قواتنا في قمة الجاهزية والقوة والقدرة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن المملكة أو التربص بها أو الاعتداء على حدودها أو منشآتها ومواطنيها وكل من يقيم على أرضها الطاهرة. لمسات الأمير محمد بن سلمان باتت واضحة على الصعد كافة، وفي كل مجال، وهي تنم عن فكر عميق ورأي سديد ورؤية ثاقبة وحب للوطن ورغبة تصحبها الخبرة في نقل المملكة إلى مصاف الدول الكبرى، بالارتكاز على مقوماتها وقدراتها المادية والبشرية والتقنية، ومكانتها الاقتصادية والسياسية.
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله وأدام عزهما-.