فوزية الشهري
لم تدخر المملكة جهداً في يوم من الأيام لخدمة الحجاج والمعتمرين، وقدمت كل الخدمات والوسائل التي من شأنها التسهيل لقاصدي بيت الله الحرام، وقد سخرت كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لذلك، ولسان حالها يقول إن خدمة الحرمين شرف لنا وهو قدر اختاره الله لنا، وقد أشاد كل منصف بالجهود المخلصة التي تبذلها السعودية، وتوجتها ببرنامج (خدمة ضيوف الرحمن) الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية لخدمة ضيوف الرحمن، وتيسير مناسكهم وإثراء تجربتهم، ويشرف عليه أكثر من 30 جهة حكومية، وتعمل على 130 مبادرة عبر خطة تنفيذية لضيوف الرحمن من الفكرة إلى الذكرى، والذي دشنه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بهذا الشهر الفضيل.
ولم تكتفِ بالخدمة فقط، بل استضافت مؤتمر (الوسطية والاعتدال الدولي) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي حول قيم الوسطية والاعتدال، وخرج بوثيقة مكة التي تسلمها الملك سلمان -حفظه الله-، والتي تحفظ للإسلام وسطيته بعيداً عن التطرّف وإرساء قيم التعايش بما يحقق صالح البشرية.
ولم يكتفِ قائد العالم الإسلامي سلمان الحزم بذلك، بل دعا إلى ثلاث قمم في مكة خليجية وعربية وإسلامية، حرصاً منه على وحدة الأمتين العربية والإسلامية ومواجهة خطر إيران واستهدافها عبر أذرعها الإرهابية لقبلة المسلمين.
مكة استقبلت بهذا الشهر 7 ملايين معتمر، و57 رئيس دولة، وأقامت 3 قمم ومؤتمر (الوسطية والاعتدال الدولي)، وهذا دليل على مكانة السعودية كدولة عظمى عالمياً، وتمكن قيادتها من قيادة العالم الإسلامي والمضي به نحو الخير والصلاح.
لكن المفاجأة الكبرى أن يوجه نكرة مثل (ياسين أكتاي) خطاباً لقائد العالم الإسلامي الذي تسبق أعماله أقواله، ويرتدي فيه ثوب الناصح وليته قدم نصيحته لمن هو أولى بها وهو رئيسه أردوغان لكنا له من الشاكرين فما يمارس في تركيا من تجاوز لحقوق الإنسان لا يمكن تغطيته عن العيان وهو أمر واضح للجميع.
كما أريد لفت نظر السيد أكتاي أن الخطابات العاطفية لم يعد لها آثر على مجتمعنا، فخدمة الإسلام وقبلة المسلمين، نراها أفعالاً ممن يستحقون تسميتهم بخدام للحرمين، فلا تقلق كثيراً على بلد قادتها مثل ملكنا سلمان -حفظه الله- وولي عهده الأمين، وشعبها شعب عظيم يفدي قادته ووطنه بدمائهم وأرواحهم.
وتأكد جيداً أننا معهم في المنشط والمكره، ونصطف جميعاً وراء أي قرار لهم، فلتنم هادئ البال، ولتنظر لمشاكل بلدك الاقتصادية ومغامرات رئيسكم السياسية وحاول إصلاحها.
الزبدة:
قِمَمٌ ثلاثّ في أًواخرِ عشرةٍ
للصَّومِ والبيتُ العتيقُ مكانُ
مَنْ يستطيعُ هناكَ يجمعُ شملَهم
إلا زعيمٌ اسمُهُ سلمانُ
حزمٌ وعزمٌ والسِّياسةُ ثوبُهُ
ولهُ القرارُ بحكمةٍ عنوانُ
فمتى هنا الأتراكُ يقصُرُ غيُّهم
ومتى ستفهمُ ذلكم إيرانُ؟!
- «مشعل القرشي»