أحمد بن عبدالرحمن الجبير
تُعتبر منظومة العمل الخيري في أي مجتمع من المنظومات المهمة التي تؤكد قوة الدولة والمجتمع، وتؤكد تكافله وتعاونه، وتبرز جوانبه الإنسانية، كما أنها تسهم في صناعة الأمن الاجتماعي والاقتصادي. والمملكة يبدو أنها مختلفة عن الدول الأخرى؛ فالأعمال الخيرية هي لسان حالها، وكذلك حرصها الكبير على توفير الخدمات، والبيئة المناسبة للمواطن السعودي البسيط، من تعليم وسكن وصحة، ودعم للفقراء والمحتاجين، من خلال الجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة.
والأعمال الخيرية في بلادنا تُعتبر ركيزة من ركائز الرؤية السعودية 2030م، وتحظى بدعم واهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. وقد حرصت الرؤية على دعم وتنمية الجمعيات الخيرية، وقدمت لها الدعم المالي والمعنوي لتطوير هذا القطاع، ورفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي السعودي، وتنمية الأفراد والأسر، وتحويلهم لأفراد وأسر منتجين.
كما أن لمؤسسة سمو الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية) دورًا كبيرًا في الأعمال الخيرية، وتدريب وتأهيل شباب وشابات الوطن على الإبداع والإنتاج في الأعمال الخيرية، بما يضمن الاستدامة، والنمو الاقتصادي، وتوافُر البيئة المناسبة للاستثمار، خاصة في رأس المال البشري السعودي، ومنحهم فرصًا لتشجيع التبادل الثقافي والعلمي بينهم وبين شباب العالم، كركن بارز في بلدنا العزيز، وشعيرة مباركة لقادتنا على مر العصور.
و»مسك» تعتبر مؤسسة شاملة متعددة الأغراض والأهداف والمناشط، يقوم على رأسها نخبة من شبابنا الخيرين والمبدعين، ممن أثبتوا التفوق والجدارة، وكانوا عونًا لقيادتنا -أعزها الله- في ترجمة أهدافها وأفكارها. ولعل معالي الأستاذ بدر العساكر مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد أمين مؤسسة «مسك» الخيرية نموذجٌ واضح للشباب المبدع والطموح، وممن منحوا العمل الخيري والإنساني جُل اهتمامهم.
كما أن مؤسسة «مسك» تعمل على تحفيز وتشجيع الشباب، وتقدم لهم المبادرات.. وهذا ما يحقق الارتقاء بمحدودي الدخل والفقراء والأرامل، والمطلقات والمعسرين، ومرضى السرطان، وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الكثير من الأعمال والبرامج التي تستهدف الإنسان السعودي، وتعمل أيضًا على تدريب وتأهيل الأسر المستفيدة، والاعتماد على الإعانات، وتمكينهم من العمل والاعتماد على الذات، والحد من البطالة، ونقلهم من مرحلة الاحتياج إلى مرحلة الإنتاج.
فجزى الله الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على جميع أعمالهم الخيرية. والشكر موصول لمعالي الأستاذ بدر العساكر على حجم مسؤولياته الكبيرة، ومتابعته جوانب الأعمال الخيرية والإنسانية في بلادنا. وشكرًا لكل من قدم العطاء، ودعم الفقراء، والمحتاجين، وظل وفيًّا لوطنه ومواطنيه. ونهيب برجال الأعمال والموسرين من أبناء الوطن والمؤسسات الوطنية الأخرى إلى القيام بواجباتهم الاجتماعية، ودعم الجمعيات الخيرية، وإقامة المشاريع التي تهتم بخدمة المواطن السعودي ودعم الاقتصاد الوطني.