د. صالح بن سعد اللحيدان
يدخل الظن من الحيث المعنوي في دائرة المختلفات لدى صاحبه ولكنه يختلف ما بين ظان وظان كذلك الشك إلا أن هذا أقوى منه في الأمر المشكوك فيه.
وإذا كان الإنسان في حال شك فإن الظن هو ذاك إلا أنه أقل قلقاً في نفس صاحبه بحال من الحالات.
وعلى هذا فإن الظن له صور تختلف مابين شخص وآخر قد يكون المرء نفسه لا يدرك ذلك.
سوف بإذن الله تعالى آتي على بعضها من ذلك مثلاً:
1 -يقال ظن شك.
2 -ويقال ظن ارتاب.
3 -وظن تردد في حال ما بين شك وشك.
4 -وظن أساء النية والاتجاه.
5 -وظن ويظنون يرتابون في الحق حسب تصورهم قال الباري سبحانه وتعالى {وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا} (12) سورة الفتح.
6 -ويقال ظان شاك ومتوقع.
7 -ويظن يتهم.
8 -ويظن يفكر في توجس من حال إلى حال.
9 -وظن فهو يظن إحساس داخلي باضطراب الحكم على المقابل.
10 -وظن يتخيل ويورى له أن ظنه هو الحق وليس كذلك.
والظن مالم يدعمه دليل أو قرينة قوية نزيهة فيبقى الظن في دائرة الشك مع الإنصاف والعدل السالم المبين.
فما لم يكن الإنسان سوياً تتعاضد في داخله الغرائز والوجدان وإرادة السلوك فإن الظن يبقى مرضاً لا شعورياً قد لا يدركه صاحبه أو من بلي به.
والظن يجر ويلات على صاحبه وقد يطول هذا معه ولهذا يكون لدى الظان نوع من العمى المركب فيرى أنه هو هو.
ومن هذا السبيل قد يستغل الظان من قبل القوي أو صاحب النفوذ وهو يتصور أنه ليس مثله أحد بينما يتم توجيهه دون شعور منه وقل من يتنبه لهذا فإن كان فهو يسكت لضعف فيه وإن صورت له نفسه أنه قدير وقوي وهذه من حيل النفس وتلاعب العاطفة بمسار العقل.
والظن كذلك الظلم مرتعه وخيم قيل هذا منذ فجر الإنسانية على أيدي المرسلين الأكرمين وعلى أيدي النبيين الهادين ونهض بهذا الحكماء عبر غابر الدهر في تلك الأحايين.
والظن مشكلة لأنه قد لا يدعو صاحبه إلى طلب المشورة لترفعه مثلاً أو خوفه أو أنه لا يدري أنه لا يدري فيقع في العمى.
وليس الظن في التحليل القضائي الموهوب أو الطب النسبي التحليلي إلا صفة لازمة مادام وراثيا وقد يهون الأمر إذا كان مكتسبا ذلك أن الظن المكتسب قد تنفع صاحبه المشورة والتشخيص الجيد.
والنوع المكتسب يحصل إلى أن يتنبه صاحبه بخطئه عن طريق الإسقاطات النفسية فلعله يتدارك سوء الظن ونتائج ذلك ببعد النظر ومحاكمة العقل وجعل العاطفة متأخرة عن العقل وكذلك الحيلولة دون النفس أن تلعب ألاعيبها.
ومن الجيد التنبه إلى ذوي الزلفى أو المتسلق من الأصحاب أو الرفقاء على سبيل المثال.
والظن ليس هو الحذر أو هو أخذ الحيطة أو هو الاحتراس فإن كان كذلك ووقع هذا فإن هذا خلطا وهو بحد ذاته مايجن نظره.
وكثير ما جر الظن حتى من بعض الحكماء وبالاً جرت إليه العاطفة ونسيان تداعيات المستقبل.
ولعلي أبين حسب تجربتي القضائية والتحليل النفسي المتطاول أبين شيئا ولو قليلا من بعض الصفات اللاصقة بصاحب الظن.
من ذلك:
1 -الذكاء المرن لا الدهاء وسعة البال.
2 -كثرة محبة النفس.
3 -هيبة مصطنعة.
4 -البساطة المصطنعة مع الترسم.
5 -الغفلة عمن هو أذكى منه وأقدر.
6 - تفوته الحكمة من بعض المواقف.