علي الخزيم
أطعمة طازجة منوعة من تمور ومنتجات ألبان زبادي وقشطة وغيرها، ورز فاخر ولحوم ودجاج ومهلبية وفواكه ومعجنات طازجة، رُميت بحاويات النفايات بعد مغرب أول يوم برمضان ولم تنقطع الحالة برمضان بنسب متفاوتة؛ وصوَّرها الرجال والنساء ونشروها وهم يتألمون من إهانة النعم وإعلان البطر، ويخشون عقاب الله، مخيمات تفطير العمالة انحرفت عن مساراتها السليمة، بالمبالغات والتباري بتقديم المزيد والجديد لعمالة أكثرها غير مسلمة؛ ومسلمة أغلبها لا يصوم بل ربما ولا يصلي، وكل ذلك لتأليف قلوبهم واستمالة نوازعهم الإيمانية علها تؤوب لرشدها وإلى دين الحق شريعة الإسلام السمحة راجين لهم الخير ومغفرة الرحمن.
ولا رجاء من الصرف العبثي عليهم فهم أقل وعياً وإدراكا لما نرمي إليه، أنت بمخيمك ترمز وتلمح وتخاطب من لا يهتم إلا لكسب الريال مهما كانت مصادره وطرق جمعه، قلنا مرارًا انظروا حولكم بارك الله فيكم حيث المتعففين من الفقراء والأرامل والأيتام، ومن الشباب حديث الزواج العاجز عن دفع قيمة إيجار شقته المتواضعة وفواتير الخدمة لأنه يسدد أقساط القرض البنكي للزواج وحفلته المرهقة ومراسمه باهظة التكاليف، فلم نتعاون مع الشباب بتخفيض المهور والإيجارات، ولم نُعْفِهم من إقامة المراسم الزائفة وحفلات العرس التي قصمت ظهورهم، فمن أجل ساعتين من الزمن يتحمل العريس ديوناً بنكية سيسددها خلال عدد من السنوات مع تكاليف المعيشة والإيجارات اللاحقة بعد الزواج، أليس مثل هؤلاء أحق بنظرتنا وتعاوننا وصدقاتنا ونخوتنا.
هناك من يرى بأن العمل الخيري المؤسسي يحتاج لإعادة غربلة وتوجيه مع الحِفاظ على ما فيه من النماذج الإيجابية وتطويرها نحو الأفضل، وتحسين علاقة المؤسسة الخيرية بالمتبرع الفرد وغيره، وتحسين وتنويع سبل توزيع التبرعات لتشمل مشروعات خيرية إنسانية لا تقتصر على فرع واحد، وكتوضيح فإن مؤسسة خيرية تعلن أنها تسعى لتغطية مصاريف عمرة لألفين وخمسمائة معتمر وأنه تبقى مصاريف حوالي الخمسمائة، وهو أمر جيد بلا شك لتأليف قلوب الوافين، غير أن المؤسسة جعلت البرنامج لغير القادرين على تكاليف العمرة ثم تستقطب عمالاً يُعدون أثرياءً بالنسبة لغيرهم كالأسر المتعففة والايتام ونحوهم، هنا -برأيي- يلزم التنسيق والضبط والتنويع والتجديد ودراسة المشروعات بدقة من متخصصين لدى المؤسسة أو الاستعانة بمؤسسات تقدم الدراسة الناجعة لاستثمار التبرعات بشكل أفضل وأشمل وعدم الركون لآراء أشخاص مجتهدين متحمسين أرادوا الخير ولم يوفقوا لِسُبُلِه الأنجع والأنجح؛ وذلك ربما لاتباعهم طرقاً تقليدية يتمسكون بها اعتماداً على نصوص وأقوال فيها الخير بإذن الله غير أن الزمن غير الزمن الذي قيلت فيه والناس غير الناس والأحوال تتبدل والحاجات تتنوع تبعاً لذلك كله.