هي فصل من فصول قصة الاهتمام بالحرمين الشريفين الذي بدأ منذ عام 1397هـ وحتى الآن في ظل دعم حكومتنا الرشيدة، هي قصة العزم والإرادة للتحليق فوق سحاب التميز والإنجاز، هي حكاية رئاسة نحتت على نواحي المسجد الحرام والمسجد النبوي مجداً، وكتبت على بساطهما قصيدة عشق وطنية، وأبحرت من شواطئها سفن التطوير والتسهيل وروح الفريق الواحد، فأصبحت قلعة عز تتغنى بالعناية بالحجاج والمعتمرين، وتستنهض طاقاتها وتحشد إمكاناتها البشرية والخدمية والفنية وتشغِّل الآليات كافة ليستمر صوت عطائها عالياً.
هي اليوم تكتب حكاية جديدة بروح العصر، لكن بطعم ونكهة الرؤية السعودية 2030، وتنصهر في جسد الوطن عنصراً متفاعلاً وفي منظومة العطاء والنهضة والتقدم مشاركة فعّالة.
من قمة وقف الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، يحلو المشهد، وهو يعلو أكثر ليرسم في أفق مكة المكرمة قوساً من الغايات والأهداف، تتلون بألوان قوس قزح، وتنشر الحبور والسعادة والخير، معلنة عن خلية عمل لا تهدأ، تستنهض الطاقات بمبادرات نوعية، وصولاً إلى الطموحات، وتنفيذاً للبرامج، مستهدفة صناعة استقبال أمثل لزوار وعمَّار الحرمين الشريفين يليق بعطاء أبناء الوطن.
هناك في المدينة المنورة، ينبض قلب المسجد النبوي، يضخُّ الخير عبر السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، الذي يتكئ على ذلك، خطط تنهض بالمكانة العظيمة والكبيرة في قلوب المسلمين أجمع التي يحتلها، تماماً كما في كل قلوب أبناء الوطن، من هناك تبدأ الأحلام وتتكوّن الأفكار وتكبر الآمال، حتى تغدو واقعاً، فتتولد أحلام جديدة، وهكذا، ليستفيق المعتمرون والحجاج كل يوم على واقع أجمل وأفضل، لكن، كيف تتحقق تلك الإنجازات؟ الجواب بسيط. إنه أسلوب جليل العناية وفائق الرعاية الذي تمارسه قيادة هذا الوطن الراشد، الذي أثبت بالواقع صوابيته وقدرته على تحقيق المعجزات، والسر سهل، لكنه غاية في الأهمية، ويكمن بالتشرف بالعمل لخدمة الإسلام والمسلمين من شتى أرجاء العالم، ووضع الخطط والأساليب الفعالة، وتنفيذ البرامج حسب الحاجة والأولويات، عبر الرصد المباشر لحاجات المعتمرين والحجاج والانفتاح عليها بالإنجاز.
هؤلاء هم قادة هذا الوطن الراشد - قائدًا بعد قائد - منذ عهد المغفور له -بإذن الله- الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- ومرورًا بأبنائه البررة وحتى عصرنا الزاهر تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وهذا سر نجاحها، ورئاسة الحرمين الشريفين، حملت الراية بعزيمة وإرادة، لترفعها أكثر، وبإيمان بأن يكون الحرمان الشريفان واحة ازدهار، ومضرب مثل في توفير البيئة المثالية لتميز الخدمات وإقامة المناسك والشعائر والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
في خطة رئاسة الحرمين الشريفين رأينا إبداعاتها بمحاورها الثمانية في الانتقال بالحرمين الشريفين إلى مرحلة أعلى من الرقي، وتصنع بيئة عبادة فيها كل شروط العبادة المثالية، وتتوافر لمنسوبيها ومنسوباتها كل الحقوق والأسباب التي تجعلهم يفاخرون بإنجازاتها، عبر المحاور الخدمية والإدارية والتوجيهية والإرشادية والعلمية والفكرية، علاوة على الهندسية الفنية والمالية والإعلامية والعلاقات العامة.
الحرص على ضرورة إبراز كل ما يقدم في الحرمين الشريفين دليل إخلاص رئاسة الحرمين الشريفين في العمل، وفهم استراتيجي في غاية الفعالية والدقة لفكرة إبراز الإيجابيات باعتبارها واجباً وطنياً وحقاً أصيلاً، وأمانة يجب أن تؤدى لكي تصل في أذهان الجميع الصورة الحسنة لهذه البلاد المباركة.
والمتابع لما تحقق في المسجد الحرام والمسجد النبوي، خلال العقد الماضي وخطط العقد المقبل، يرصد ويستمع بكل سهولة لذلك الدبيب اليومي لنمو أعمالها، الذي ينسجم مع الرؤية السعودية 2030. من هذا الواقع، ومن هذا الأسلوب في الاهتمام والدعم والعناية، ومن قيم التطوير والتسهيل وروح الفريق الواحد، تنمو رئاسة الحرمين الشريفين وتكبر، مثلما تكبر كل مؤسسات الوطن وتزهو، ومع القيادة المخلصة، يبرز الدور الحضاري والريادي لهذا الوطن المبارك ويؤدي الحرمان الشريفان رسالتهما السامية ليصنع كل يوم للمسلمين الخير والأمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار واليسر والوئام.