تلتئم قمم مكة المكرمة الثلاث في مناخات وظروف ملائمة لتوفير مداخل حلول لقضايا العرب والمسلمين الموغلة في قدمها وتعقيداتها والانتقال إلى نقطة تحول في مسار الاحداث التي تهدد أمن واستقرار شعوب المنطقة.
يبعث توقيت القمم في الأجواء الإيمانية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك روحًا أخرى لدى المؤمنين من عباد الباري عز وجل تحثهم على طلب مرضاته عملاً وعبادة فهو الشهر الذي انزل فيه رب العباد كتابه العزيز ليكون نهجًا لعباده المؤمنين حتى قيام الساعة.
يترك المكان الذي يجتمع فيه قادة الأمتين أثره على الحاضرين ويبقيهم في حالة من الخشوع على مقربة من الحرم المكي الشريف وقبر سيد الخلق رسول خالقهم إليهم عليه الصلاة والسلام.
ويمتلك الداعي والمضيف من المكانة بين العرب والمسلمين ما يسهم في فتح الآفاق نحو خريطة جديدة من علاقات التعاون والتشاور حول القضايا الخلافية وتذليل العقبات التي تحول دون التوصل إلى حلول.
دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه لثلاث قمم خلال يومين في الأجواء الرمضانية المباركة تعبير عن روح المبادرة التي يتحلى بها وحكمة عرفت عنه في تعامله مع قضايا العرب والمسلمين ودلالة رغبة صادقة على الخروج من الدوامة التي تقض مضاجع شعوب أمتينا العربية والإسلامية.
لدى السياسة السعودية من المسؤولية والمصداقية والاتزان ما يكفي من ضمان الأمن والاستقرار للمنطقة. وفي الاستجابة العربية والإسلامية التي لقيتها دعوة خادم الحرمين الشريفين للقمم الثلاث ما يوسع احتمالات النجاح في تجاوز المخاطر وتحويل التحديات التي تواجهها بلادنا وشعوبنا إلى فرص.
** **
- فيصل الحمود المالك الصباح