العقيد م. محمد بن فراج الشهري
نعم أقولها وبكل صراحة ووضوح الأمم المتحدة ودولها الكبرى تتآمر على اليمن منذ أربع سنوات، ومندوبها السيد مارتن غيريفيت يتلاعب بأعصاب اليمنيين منذ قدومه وحتى الآن, والمصيبة الكبرى أن يظهر غيريفيت على منصة الأمم المتحدة في الأسابيع الماضية ليقدم شكره لعبد الملك الحوثي على تعاونه حسب ما قاله وكأنه يشرعن للحوثيين أمورهم ويجعلهم في مكان الشعب اليمني والحكومة الحقيقية.. بدلًا من أن يشكر الحوثي الذي أهلك أبناء الشعب اليمني وارتكب آلاف المجازر والخروقات وضرب بكل الاتفاقيات عرض الحائط, تحت أنظار وسمع (غريفيت) ولجانه، انها مهزلة وأي مهزلة وسيناريو مخجل للأمم المتحدة، فلا هي تركت للقوات الشرعية تصفية الحوثي وردعه وإيقافه، ولا هي قامت بواجباتها في حل الأزمة.
منذ زمن وهي تراوح في ذات المكان, لأهداف سياسية واقتصادية تريدها الدول الكبرى من وراء هذه الأزمة على حساب الشعب اليمني المقهور دون الاكتراث بما حل به من مصائب بأسباب تراخي ومداهنة وألعاب الأمم المتحدة ومندوبيها، الذين أتاحوا للحوثي كل ما يريده من بعثرة الجهود واستعادة الأنفاس في أكثر من موقف، وإعادة تنظيماته وحشوده في كل مرة وأمام ناظريها.. وتسهيل وصول المد الإيراني لها عبر العديد من الوسائل دون رقيب أو حسيب للمد الإيراني المتواصل وكذلك توقف العمليات العسكرية في الحديدة ومناطق الساحل الغربي، في تراخٍ واضح ومكشوف للأمم المتحدة ومندوبها في اليمن، وتجاهل كل الخروقات وعدم حسم الملف اليمني, وتصنيف الجهة المعرقلة كجماعة إرهابية وضح خطرها وتوجهها منذ بداية الحرب, فهذه العصابات لا تؤمن إلا بالقوة ولا يمكن أن ترضخ للسلام.
وفي ظل تراخي الأمم المتحدة تجاوزت الميليشيات حدودها لاستهداف دول الجوار وهذا جزء من تساهل الأمم المتحدة في الملف اليمني وعدم النظر فيما ترتكبه من مجازر بحق أبناء اليمن أو النظر لتقارير منظمة اليونيسيف التي أكدت أن الحوثيين جندوا (3) آلاف طفل وأن (8) أطفال يمنيين يقتلون يومياً وطالبت بإنقاذ (15) مليون طفل يمني قبل أن تلتهمهم ساحات القتال, كذلك نوهت إلى أن نصف مستشفيات اليمن تعرضت للتدمير, إضافة إلى ما قامت به هذه العصابة من تدمير للبنية التحتية والآثار ونسف وتفجير (900) منزل لمعارضيها منذ الانقلاب على الشرعية في 21 سبتمبر 2014 وزراعة آلاف الألغام التي ذهب ضحيتها المئات من المدنيين والأطفال والنساء واختطاف النساء, والعبث بالمساجد ودور العبادة والجامعات, وكل ما يتعلق بالحياة.
هذه عصابات إجرامية تفعل كل ذلك تحت سمع وبصر الأمم التآمرية ومندوبها ثقيل الظل السيد غريفيت الذي قدم شكره من على منصة الأمم المتحدة لعبد الملك الحوثي، نظير ما قدمه من خدمة إنسانية للشعب اليمني فواعجبي والحديث يطول ويطول، ولكن إذا استمر الحال على ما هو عليه فستحتل العصابات الحوثية بمساندة إيرانية اليمن رسميًا وبمباركة الأمم المتحدة التآمرية فهل من خلاص لهذا الشعب المكلوم.