أمل بنت فهد
الشخصية التي تستطيع تسطيح وتكسير وتشتيت المشاكل، والأجواء الكئيبة، بخفة «دمها» شخصية من الصعب مقاومة جاذبيتها، خصوصاً إن كانت تستطيع في وقت الجد أن تحضر بكامل هيبتها، وحكمتها، إنها الشخصية التي تقفز بك من القاع، إلى قمة النشوة والاستمتاع، لذا فإنها جديرة بالمشاركة، وتستحق الصبر عليها، ويمكنها أن تحظى بما لا يمكن لغيرها.
فالطفل حين يضحك فإنه يضحك ملء صدره، بل كل ما فيه يضحك، وقد تضحك من ضحكه، وكذلك خفيف الدم بضحكاته الآسرة، إنه يحتفظ بالجزء الأجمل من طفولته، إنه يسمح للفرح أن يغمره تماماً، ويساعد من حوله للوصول إلى تلك المتعة، بينما الذي كبر فعلاً، ودفن ذلك الجزء المهم من شخصيته، فإنه متجهم أبداً، حتى تجاعيد وجهه التي تحكي قصته، إنها تتحدث عن الحزن، والمعاناة، وتحجب عنها التواصل الأقوى مع الآخر.
باختصار لا شيء يمكنه أن يحفزه على الضحك، وحتى ابتسامته جدية، صفراء، ومصطنعة، حتى لو كانت من قلبه وصادقة، فإن الشعور الذي يصل للآخر ناقص، وغير مؤثر.
لذا أيها الرجل، بعد كرمك، فإن خفة دمك قادرة على جعل حضورك مميزاً عند المرأة، وللأنثى، تعلمي فنون خفة الدم، فإن استطعت تفتيت صخرة الجدية بينك وبين الرجل فأنت في طريقك لسرقة قلبه، فلا أجمل من أنثى قادرة على إضحاك الرجل وإخراجه من صمته.
للجد وقته، وللحزن وقته، وللفرح وقت أيضاً، فلا يطغى أحدهم فيدمر علاقاتك، ويعودك على رتم محدد وتنسى كيف يكون اختلاف المشاعر.
ولمن نسي كيف تكون خفة الدم، عليه أن يعود للطفل الذي كان، وليتدرب قليلاً على الضحك، لتتعلم رئتيه كيف يكون اندفاع الهواء حراً، بعد أن ضاق بآهات الحزن، والتذمر والشكوى والواقع المرير.
تحتاج فعلاً لخفيف دم يعلمك من جديد معنى الضحك، والسخرية من ويلات الواقع وثقله، الضحك صحة، الضحك سعادة، الضحك نسيان للقسوة، الضحك نعمة لا تحرم نفسك منها.
لا تكن «جدارًا» حفر عليه الوقت عبارة موعد مع الموت، ولا تكون كتلة ثقيلة من الواقعية، فالضحك يمكنك تعلمه من جديد.