فيصل خالد الخديدي
أعلنت وزارة الثقافة في حفل تدشين الرؤية الجديدة للوزارة إنشاء «صندوق نمو الثقافي»؛ ليغطي احتياجات المواهب الوطنية كافة، ويمنحها القدرة على إنجاز مشاريعها الإبداعية بالطريقة الصحيحة، وفي ظروف ملائمة. ولا يزال العمل جاريًا على هيكلتها ولوائحها التنفيذية التي من المقرر أن تُعلَن تفاصيلها خلال النصف الثاني من العام الحالي 2019؛ لتشمل بنود المبادرة دعم مراحل إنتاج المادة الثقافية كافة قبل وأثناء وبعد الإنتاج كما جاء ذلك في بيان الوزارة. وهو أمر إيجابي، يخدم الإنتاج الثقافي والفني بشتى مجالاته الإبداعية، ويختصر الكثير من الوقت والجهد والإمكانيات أمام المبدعين والموهوبين لمواصلة إبداعاتهم وإظهار منجزاتهم في جو أكثر تيسيرًا من سابق الأوقات، ويجعل الأمر مبشرًا لتبني وزارة الثقافة صناديق أخرى داعمة للفنانين والمثقفين في شتى مجالاتهم ومختلف ظروفهم.. فالعوائق التي أمام المبدعين لا تنحصر فقط في توفير الإمكانات، ولكن يحضر الجانب الإنساني الذي يواجه الفنان، ويحد من مواصلة إبداعه، وربما ينهي علاقته بمجاله بسبب عارض صحي طارئ، أو أي حالة إنسانية أو مادية أخرى يمكنه تجاوزها بوجود صندوق لدعم الفنانين والمثقفين، يعمل بنظام لرعايتهم من خلاله، حتى يمكن تجاوز الظروف الصحية الطارئة التي تلم بعدد من الفنانين؛ ويحتاجون خلالها إلى أوامر علاج مستعجلة في المستشفيات الحكومية التخصصية أو الخاصة، وتجاوز أزماتهم أيًّا كانت من خلال هذا الصندوق الداعم الذي يغلّب الجانب الإنساني، ويسهم في ضمان عيش الفنان في منأى عن الحاجة والعوز، ومواصلة إبداعاته.. فبعض الفنانين والمثقفين وسط انشغالهم بإنتاجهم الإبداعي يتباين اهتمامهم بأنفسهم وتلبيتهم لمتطلباتهم الأساسية والعيش في كفاف، يقيهم شر العوز عند أي ظرف طارئ، سواء صحيًّا أو ماديًّا؛ وذلك لعدم وجود دخل ثابت للبعض الآخر منهم، يجنبهم ضائقات الوقت، وهناك آخرون يقسمون دخولهم غير المستقرة بين متطلباتهم واحتياجات إنتاج إبداعاتهم؛ وهو ما يؤرقهم من أجل مواصلة إبداعاتهم.. والحاجة أصبحت ملحّة لإنشاء صندوق لدعم الفنانين والمثقفين؛ ليعمل بنظام مُحكم لرعايتهم ومساعدتهم، ونستطيع من خلاله المحافظة على استمرار إبداعات فنانينا ومثقفينا، والاستثمار الأمثل في عقول وإنتاج المبدعين بعد ضمان العيش الكريم لهم في بيئة ثقافية فنية آمنة.