محمد المنيف
ثقافة المتاحف الخاصة التي تضم مختلف الإبداعات الإنسانية من الفنون القديمة منها والحديثة خصوصًا في المملكة، قد تكون مفقودة إلا من متحف أنشئ في مدينة جدة، أسسه الشيخ عبدالرؤوف خليل وأصبح يحمل اسمه، تعرض لحريق عام 1423 وتم إنقاذ ما أمكن إنقاذه من مقتنيات المتحف التي قدرت بمليار ريال.
يتكون المتحف -كما ذكر في كثير من التقارير- من مبان رئيسة هي المسجد، واجهة القلعة، بيت التراث العربي السعودي، بيت التراث الإسلامي، وبيت التراث العالمي، ومعرض التراث العام، وقسم للفنون التشكيلية، صممت واجهة المتحف على الطراز الإسلامي، والتركيبات الخشبية المزخرفة مع استخدام الكثير من العناصر المعمارية الخشبية المختلفة، إضافة إلى تكوينات الرواشين وعناصرها والطاقات ومفرداتها والأبواب بأشكالها وأحجامها المختلفة.
كما أشارت التقارير إلى زيارة كبار الزوار خلال العشر السنوات من أبرزهم الأمير تشارلز وقرينته الأميرة ديانا، وعدد كبير من الزعماء الذين زاروا مدينة جدة في مناسبات مختلفة.
المتحف ضم عددًا كبيرًا من اللوحات التشكيلية الفنانين سعوديين تعد من الأعمال التي شهدت انطلاقة الفن السعودي. الأسماء رائدة من مختلف مناطق المملكة تعد مرجعًا لمن يوثق الحراك التشكيلي نظرًا لما تتضمنه من مصادر إلهام بيئية ومجتمعية وغيرها تشتمل على أنماط الزخرفة.
لقد كان المتحف حضنًا واسعًا لكل الفنون وكان نصيب الفنون التشكيلية لا يقل عن بقية مقتنيات المتحف، فقد حرص الشيخ عبدالرؤوف -رحمه الله- على إبراز دور الفنون التشكيلية في الوطن الغالي والتعرف به لزوار المتحف، وكان شديد الحرص على الاختيار بأن يشمل جميع الفنانين المؤثرين في ذلك الوقت وعلى نوعية ومستوى الأعمال، فأصبحت تلك اللوحات وثيقة لمرحلة من أهم مراحل الفن التشكيلي السعودية. أسماء وجودة أعمال لا تتسع المساحة لذكر الفنانين الذين اقتنى المتحف أعمالهم.
رحم الله الشيخ عبد الرؤوف خليل الذي عوض جدة بمتاحف أطلق عليها (مدينة الطيبات جمع فيها طيبات التراث والعلوم والمعرفة أعادت لزوار جدة ما كاد أن يفتقد، وهي أول ثمار المتاحف التي ستجد الكثير منها مستقبلاً مكانها في مختلف مدن الوطن ضمن رؤية 2030، وما تعد له وزارة الثقافة من جهود.