فهد بن جليد
لا يوجد في العالم «عاقل» يقبل بتهديد قبلة أكثر من مليار مُسلم، أو المساس بمخزن وقود العالم ومصدر طاقته، لذا كل الحروب التي تُدار ضد السعودية من الأعداء هي خاسرة قبل أن تبدأ، لقدرة السعودية أولاً على الدفاع عن نفسها، وتشكيل التحالفات وقيادتها لحماية عمقها العربي والإسلامي والشواهد في التاريخ كثيرة من تحرير الكويت إلى إعادة الشرعية في اليمن، لذا بقيت حيلة الخبثاء التي يُمارسونها بالضعف هي المكيدة والدسائس وإثارة الفتن ودعم الأحزاب والمليشيات الإرهابية، لمحاولة المساس بأمن المملكة وتشويه صورتها، وهو الدور الذي يلعبه الحوثي في اليمن -نيابة عن طهران- وغيره من وكلائها في عواصم عربية وإسلامية أخرى، الأمر الذي يجعل إيران معزولة اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب تصرفاتها وسلوكها الإرهابي وأطماعها التوسعية في العالمين العربي والإسلامي، لتصدير الثورة والهيمنة على المنطقة بخطط خبيثة تقاسمت أدوارها مع دول ومنظمات وأحزاب، اصطدمت بصخرة «الصمود السعودية» لتتحطم أحلام ملالي طهران أمام أعينهم.
انعقاد القمم الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية في مكة المكرمة في هذا الوقت الذي تزداد فيه جموع المسلمين في خواتيم الشهر الفضيل إلى بيت الله الحرام، له دلالة كبيرة جداً على ما تملكه بلادنا -بفضل الله- من قدرة تنظيمية هائلة تُنجح أي تجمع دولي مهما كان حجمه وظرفه، ففي هذه البقعة المُقدسة تجمُّع لملايين المُسلمين من كافة بلدان العالم وهم يلهثون بالدعاء لله عز وجل ويؤدون نسك العمرة ويسألونه القبول بأمن وطمأنينة، وبالقرب منهم قادة ومُمثلو الدول الخليجية والعربية والإسلامية يجتمعون بدعوة خادم الحرمين الشريفين من أجل صالح شعوبهم وأمتهم، إدراكاً منه -يحفظه الله- لخطورة الوضع الذي تمرُّ به أمّتانا العربية والإسلامية ومحيطنا الخليجي، وما يُهدِّد الأمن والسلم العالمي، بسبب التصرفات الخرقاء والإرهابية للنظام الإيراني وعملائه، التي وصلت إلى استهداف مكة المكرمة ومُقدسات المسلمين التي يقصدها أبناء العالم الإسلامي من مُختلف دول العالم.
الجميع يؤمنون بقدرة السعودية وتمكنها من الدفاع عن نفسها ومقدسات المسلمين، لذا هم يثمنون دعوة الملك سلمان -حفظه الله- وحكمته للمِّ الشمل والتسامي على الخلافات لوضع العقلاء في العالم العربي والإسلامي في المشهد والصورة، حتى يُدركوا خطورة ما يجري ويُحاك ضدهم، ويتفاكروا في مواجهته بكل حزم وعزم، والمحيط الخليجي سيبقى حزام وصمَّام الأمان الأول الذي تُعوِّل عليه شعوب المنطقة كثيراً في قمة مكة الأولى «الخليجية»، التي تعد فرصة أخرى لوحدة الصف باتخاذ موقف موَّحد يدين ويرفض تصرفات وأطماع إيران وعملائها دون تخاذل أو حياد، لعلَّ الضال يعود إلى جادة الصواب.
وعلى دروب الخير نلتقي.