د. أحمد الفراج
عمل خصوم ترمب، ومنذ فوزه بالرئاسة على حساب هيلاري كلينتون، على التشويش عليه، وكانت مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية هي القضية، التي كانوا على يقين بأنها ستقضي عليه، وتنتهي بعزله، ولأسباب غير مفهومة حتى اليوم، تنحى وزير العدل السابق وحليف ترمب المقرب، جيف سيشون، عن مباشرة القضية لصالح نائبه، ثم تم اختيار أشرس خصوم ترمب، وواحد من أبرز رجالات العدل ليتولى التحقيق في القضية، أي القانوني البارع ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، روبرت مولر، ثم اشتغل الإعلام على هذه القضية، وصعّد إلى أقصى درجات التصعيد، وسرّب من المعلومات ما يوحي بحتمية عزل الرئيس، واحتفل اليسار العربي البائس بهذه التسريبات، فأعلنوا لجماهيرهم أن أيام ترمب باتت معدودة، كما فعلت قناة الجزيرة وأبواقها حول العالم.
تمخض جبل المحقق مولر، فولد تبرئة ترمب إلى حد كبير، ثم جنّ جنون الديمقراطيين، فأحلامهم بعزله تبخرت، فبدؤوا يشككون بنجمهم الكبير، المحقق روبرت مولر!، ويطالبون باستجوابه!، وهذه سقطة لا يمكن أن تغتفر، فالسيد مولر يعتبر واحدًا من أبرع رجالات القانون في الولايات المتحدة، باعتراف خصوم ترمب أنفسهم، كما أن تحقيقه استغرق مدة طويلة، أكثر بكثير مما كان متوقعًا، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا تابعها، وقد استقطب معه عشرات المحامين الكبار، الذين يقول ترمب إنهم ديمقراطيون، واستغرق التحقيق مدة طويلة، نتج عنه استجوابات وإدانات، انتهى بعضها بمحاكمات وأحكام بالسجن، وما زال الديمقراطيون في وضع الهجوم، رغم أن التحقيق برمته أمامهم، عدا عن بعض ما صنّفته وزارة العدل بالسّري، لأن نشره قد يؤدي إلى التأثير على قضايا قائمة، ينظر فيها القضاء!
ترمب توصل إلى قناعة تامة بأن خصومه سيواصلون ملاحقته، وأن أفضل وسائل الدفاع هو الهجوم، فعمّد وزير العدل بأن يحقق في كيفية بدء قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، ومنحه السلطة اللازمة، التي تخوله بالاطلاع على كل الوثائق السريّة اللازمة للتحقيق، لأن ترمب كان يردد منذ فترة طويلة، بأن قضية التدخل الروسي لم تكن لتطرح، لو لم يفز بالرئاسة، كما أنه يعتقد بأن مسؤولين في أجهزة الأمن والاستخبارات تجسسوا على حملته الانتخابية، لصالح هيلاري كلينتون، وهم من ساهم في تصعيد الحملات ضده لاحقًا، وهذه تهم خطيرة للغاية، ولذا يقول ترمب بأنه لا يريد أن يتعرض رئيس أمريكي آخر لما تعرض له من ضغط وابتزاز، ولعلي أذكركم بأن ترمب سبق أن عزل مدير مكتب التحقيق الفيدرالي، جيمس كومي، بطريقة مهينة، واليوم يتأكد أنه يشك بأن كومي، كان ضالعًا فيما يحدث ضده، ولأهمية ما يجري، سنواصل الحديث حوله.