مها محمد الشريف
الحشود الأمريكية في مياه الخليج العربي وتعزيزاتها العسكرية في الشرق الأوسط، وموافقتها على بيع أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية والإمارات والأردن لمواجهة «خطر إيران، تأتي مع تزايد التصعيد ضد إيران وأذنابها وإعادة السلم المفقود في المنطقة بعد فوضى كان نظام الملالي إحدى أدواتها.
إن قائمة الممارسات الإيرانية لا تنتهي، ولهذه المواجهة ستكون أحد تداعياتها حل معادلة نشر الفوضى ودعمها بالمنطقة من قبل تركيا التي ستواجه مصيراً من نوع آخر بعد أن تخبطت في سياستها الخارجية وحساباتها الخاطئة فأزمة صواريخ اس 400 مع أميركا لن تمر بدون حسم لتركيا في حلفها مع الناتو وأمريكا، فإما أن تكون ضمن المعسكر الأمريكي أو أن تذهب للمعسكر الروسي وتخسر مصالحها مع الغرب خصوصا أنها خرجت من قائمة الدول ذات التفضيل التجاري مع أميركا ويستهدف البرنامج تشجيع التنمية الاقتصادية في البلدان المستفيدة عن طريق إلغاء الرسوم على آلاف المنتجات.
في هذه المرحلة كانت أشهر الروايات التي يترجمها الواقع عن الفظائع التي اقترفتها إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وحليفتها تركيا في سوريا وبالتحديد في إدلب واقعًا فاسقًا متمردًا دمويًّا، ومن الصعب إحصاء جرائم هاتين الدولتين في المنطقة، ولكن بعد هذا الصخب أصبحت الصور قريبة وتفاصيلها الضبابية غدت واضحة، وملامح اللاعبين في الساحة السياسية ازدادت وجومًا، ومهما بدا الأمر غريبًا فقد بات ظهورهم الشامخ بالمعاطف السوداء الباهظة الثمن أمام الكاميرات منكسرًا ومحتارًا أمام موقعة شنيعة لو قامت لردعهم سيكون اللقاء داميًا وتختفي الأجساد داخل الجوخ الفاخر لإذلال قاسٍ وتذوب شمعة الحماسة ويعم الظلام المكان والزمان.
علينا هنا، أن نتوقف قليلا عند السيد ترمب ودفع الفواتير الباهظة التي تساءل عنها كثيرًا، والأكثر غرابة من ذلك تلك الفرضيات المطروحة من أولئك المتمرسين في الشأن السياسي والمشاركين في أفق الأحداث الأخيرة، وهم يضعون الحسابات تلو الحسابات، على الرغم من أننا نرى بأنها خطة محسومة رسمها البيت الأبيض قبل أن يدفع بالقوات الأمريكية الضخمة إلى مياه الخليج العربي والحرب ليست سوى حماية للمصالح الأمريكية في المنطقة ودفع الفواتير سيكون من حساب طهران.
ومن المؤكد أن هناك دليلاً واضحاً لصحة ما ذهبنا إليه في هذا السياق حيث نشرت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، تغريدة الثلاثاء، قالت فيها: «بتاريخ 12 مايو قاصفة (B52) الاستراتيجية وقوة المهام القاصفة التي تم نشرها في المنطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية تنفذ أولى مهامها بعد إقلاعها من قاعدة العديد الجوية في قطر من أجل الدفاع عن القوات والمصالح الأميركية في المنطقة». هناك بلا شك تورط إيراني باستهداف ناقلات النفط السعودي على سواحل دولة الإمارات الشقيقة، وهذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فمن سوء حظ النظام الإيراني أن واشنطن تنتظر هذه القشة. علاوة على ذلك فقد انتقد علماء مشاركون في مؤتمر مكة عداء إيران وخطرها الأعظم الذي سخرته ضد المملكة، حيث عبروا عن أهمية أمن السعودية ومعاداة إيران لقبلة مليار ونصف المليار مسلم بمليشياتها الحوثية، وهذه من بين الأمور الحساسة والخطيرة التي ينبغي أن تعيها طهران وحلفاؤها بأهمية المملكة في قلوب العالم الإسلامي وقدسية الحرمين الشريفين.
وفي هذه الأثناء ضمنا الوصول إلى إجابة الأسئلة المزدحمة على صفحات الصحف، وفي أوساط أولئك الراغبين بالتعرف على مسرحية الوساطات والاحتمالات المنوطة بها، ففي كل الأحوال خسارة إيران واردة سياسيا واقتصاديا وستقدم تنازلات كبيرة من أجل بقاء النظام في السلطة باستثناء التنازل عن أي محافظة من محافظاتها.