الجزيرة - الرياض:
تستند العلاقات الأخوية المميزة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة التي تصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها، وتشكل نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية الشقيقة.
وتتسم السياسة الحكيمة لكل من البلدين الشقيقين بالاتزان والاعتدال تجاه القضايا الإقليمية والدولية كافة على حد سواء. وقد دأب البلدان على هذا النهج منذ تأسيسهما، فكانا نموذجين عربيين يكرسان مبدأ الأخوة في التعامل مع محيطهما العربي ويتبنيان مبدأ احترام السيادة لدول العالم كافة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ويعملان وفق مبادئ المنظمات الدولية على إرساء الأمن والسلام في أنحاء العالم كافة.
هذا وقد قطع البلدان شوطاً كبيراً في إرساء دعائم العلاقات الاستراتيجية بينهما في المجالات والميادين كافة على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، ويطمحان كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة للوصول إلى الشراكة الاقتصادية بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة. وتشكّل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً للعلاقات الأخوية، في ظل الانسجام التام وتكامل الرؤى تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وقد تنوعت مسارات العلاقات التي أسس دعائمها -المغفور له- الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وأخوه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمهما الله- لتشمل مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إلى ذلك تتميز العلاقات السعودية الإماراتية بخصوصية تاريخية وجيوسياسية متفردة تستند إلى تاريخ مشترك وروابط وثيقة بين شعبي وقيادتي البلدين، كما تلعب المصالح المشتركة للبلدين دوراً بارزاً في دفع تلك العلاقات إلى مزيد من التنسيق والشراكات على مختلف الأصعدة في سياق تحولات عالمية وإقليمية تجعل البلدين يمضيان قدماً في توحيد رؤاهما الاستراتيجية وخطاهما نحو المستقبل، وذلك بإشراف مباشر ومتابعة حثيثة من قبل وليي العهد في كلا البلدين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقد دأب البلدان على مشاطرة كل منهما للآخر اهتماماته ومناسباته وأفراحه؛ حيث تجلى ذلك في احتفالات اليوم الوطني لدى البلدين وفي الفعاليات الوطنية الأخرى كافة، وما تخللها من أفراح متبادلة تماهت بين البلدين محبةً وأخوّة.
وفي هذا السياق، يأبى الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة إلا أن يشارك المملكة أفراحها بمناسبة مرور عامين على بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد؛ فيقول: إن الذكرى الثانية لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ذكرى مباركة، جاءت في شهر مبارك، في السادس والعشرين من شهر رمضان، لتكون تعبيراً عن تطلع المملكة العربية السعودية، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المستقبل، بما يعنيه ذلك على الأصعدة كافة.
وأضاف الشيخ شخبوط: إن العلاقات الإماراتية- السعودية كانت دوماً علاقات وطيدة، بتوجيه من قيادتي البلدين، وهي علاقات تستند إلى إرث تاريخي وفهم مشترك ومتوحد بشأن كل القضايا والأولويات والتحديات. كما أنها تمثل علاقة فريدة من نوعها، من حيث تعبيرها أيضاً عن المكانة العالمية والإقليمية والعربية للبلدين، وتأثيرهما على القرار الدولي، وصون الأمن والسلم والاستقرار، إضافة إلى ما تمثله العلاقة من نموذج لدولتين تمتلكان موارد بشرية غنية وثروات كبيرة تمكنهما من صياغة ثنائية عبر التكامل في كل المجالات، وهو ما نراه فعلياً يتحقق عبر المبادرات والمشاريع المشتركة، التي تشمل مجالات اقتصادية واجتماعية وتنموية، وتعبر عن إدراك عميق للدولتين.
وقال الشيخ شخبوط: إننا في الإمارات وإذ نبارك مجدداً لصاحب السمو ولي العهد، في ذكرى البيعة الثانية، نعتبر أن رؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد، رؤية حكيمة واستشرافية، تصوغ خارطة المستقبل للمملكة، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وهي خارطة تسخر كل الموارد والإمكانات من أجل التنمية ومصلحة الشعب السعودي الشقيق، وتعزز مكانة المملكة العالمية، إضافة إلى دورها العربي والإسلامي، وتجدد تطلعات المملكة وشعبها الكريم، نحو المزيد من الرفاه والقوة والاستقرار.
وأكد أن الذكرى الثانية لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، ذكرى تعزز فينا جميعاً التفاؤل بالمستقبل، والثقة بأن المملكة ستواصل إنجازاتها، وهو ما يلمسه العالم، بشكل واقعي من خلال المبادرات والخطط والرؤى والمشاريع التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية، بما يؤشر على تحولات كبرى، تثبت حكمة القيادة السعودية، وبما يجعلنا نحن أيضاً في الإمارات نشعر بفخر بالغ إزاء كل هذه الإنجازات التي نعتبرها أيضاً إنجازات لنا، نباهي بها، متمنين للمملكة العربية السعودية، وقيادتها وشعبها، الخير والازدهار وتحقيق المزيد من الإنجازات.