«الجزيرة» - سفر السالم:
أجمع مختصون اقتصاديون على عظم الشخصية القيادية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وانعكاسها على الرفع من وتيرة دراسة القرارات واتخاذها وصولا إلى تنفيذها ومتابعتها وبالتالي تحقيق المنجزات وتعظيمها، لافتين إلى أن الأعوام الثلاثة الأخيرة قد أخذت شكلا ومضمونا مغايرا فيما يتعلق بآليات صنع القرارات التنموية والاستراتيجية، وكل ذلك في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الطموحة بما حملته من خير ومستقبل مشرق، مدفوعة بإرادة سياسية لقيادة هذه البلاد الطاهرة.
قرارات تاريخية تصب
في مصلحة المواطن
وقال الكاتب الاقتصادي نواف آل الشيخ: إننا نهنئ أنفسنا جميعاً بمناسبة مرور عامين على ذكرى بيعة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - لولاية العهد في مملكتنا الحبيبة، وإنني في هذه المناسبة الغالية لا يسعني سوى أن أتقدم بالدعاء إلى الله أن يحفظ سموه وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يعينه على تحمل هذا الحمل الثقيل وأن يسخر له عباده المؤمنين وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه وتدله على فعل الخير.
عامان من الإصلاحات الاقتصادية والإنجازات التي تحققت على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، عام من الأحلام والأمنيات التي كنا نراها بعيدة وغير ممكنة من وجهة نظرنا البسيطة ولكن بفضل من الله وكرمه قد تحققت على يدي سموه الكريم.
رجل لم يخشى في الله لومة لائم، رجل طموحه يعانق السحاب، رجل محب لوطنه، ومن هذا المنطلق شق طريقه للنهوض بأحلام الوطن وتمكين شبابه وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه وتنمية وتعزيز اقتصاده.
ويضيف آل الشيخ بأنه لن تكفي الصفحات والأوراق لذكر ما قام به سيدي سمو ولي العهد - حفظه الله - لهذا الوطن وما ينويه وما يحلم به، ولكننا سنذكر بعضها لعل فيها ما يحقق الجزء اليسير من حق سموه علينا.
وأضاف: لاشك أن الشخصية القيادية لسمو ولي العهد - حفظه الله- ليست بمستغربة لطالما أن والده هو المدرسة العظيمة وأحد أبناء مؤسس هذه البلاد ألا وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه- والذي استمد منه الحزم والقوة في الحق، والحكمة في القرار، وتحمل المسؤولية، وحرصه على فعل الخير وحبه لوطنه.
وهذا ما يعكس حقيقة مسارات العمل الإداري ببعديه «التخطيطي الاستراتيجي» و»التنفيذ الإشرافي»، وذلك من خلال شخصيته القيادية التي نشأت وتبلورت في كنف والده وما تعلمه منه وخصوصا بعد عمل سموه في إمارة الرياض وهيئة الخبراء وإشرافه المباشر وترؤسه لعدد من اللجان.
وأردف آل الشيخ: بالعودة إلى ما تحقق للمملكة من إنجازات قام بها سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله- من خلال تشكيل مجلسين للشؤون السياسية والأمنية والآخر للشؤون الاقتصادية والتنمية، والإعلان عن رؤية المملكة 2030 ومبادرات برنامج التحول الوطني وبرنامج ضيوف الرحمن وبرنامج التوازن المالي وإطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية والترفيهية والتنموية، وإعادة هيكلة بعض الوزارات والهيئات وتعيين قيادات شابة لإدارة المؤسسات الحكومية، وربط أعمال ومبادرات الأجهزة الحكومية بمؤشرات الأداء، لضمان نجاح هذه المبادرات بعد الله.
وقال: أيضاً ما تضمنه هذا العهد الكريم عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين من القرارات التاريخية التي تصب في مصلحة المواطن أولا وهي قيادة المرأة للسيارات، والسماح بدخول العائلات للملاعب الرياضية، وفتح دور للسينما وتوفير العديد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات من خلال توطين بعض القطاعات، وهذا مما يؤكد على حرص قيادتنا الرشيدة على توفير الحياة الكريمة للمواطنين والمواطنات وتحقيق رغد العيش لهم.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأدام الله الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي.
الأمير محمد بن سلمان.. قائد التحول
من جانبه، قال الدكتور سعيد الهاجري عضو مجلس الشورى السابق: إن سمو ولي العهد قائد اجتمعت فيه أسس القيادة، فهو قائد وهبه الله كاريزما القائد الملهم المحبوب المقنع، كما يستلهم القيادة من توارثه لأسبابها ومكوناتها من جده الملك عبد العزيز القائد المحنك ومن والده الملك سلمان قائد الحزم، ويتسلح بالعلم والمعرفة حيث يحمل مؤهلا جامعيا في القانون ولديه مخزون ضخم من الخبرات في ميادين شتى.
وأضاف الهاجري: كل هذه الأسباب مجتمعة إضافة إلى حيوية الشباب وتوقد الطموح جعلت منه قائدا للتحول قرر نقل المملكة العربية السعودية من وضع الى وضع أفضل، وكما هي صفات القائد التحولي، وضع نصب عينيه أن تكون المملكة العربية السعودية في عام 2030 دولة فتية ذات اقتصاد إنتاجي وسطية دينيا تعتمد في عملها على سواعد شبابها وشاباتها فتبنى رؤية المملكة 2030 التي أصبحت نهجا تسير عليه كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
وقال الدكتور الهاجري إنه وفي سبيل تحقيق تلك الرؤية، ولأهمية إبراز المملكة الشابة الجديدة وللاستفادة من تجارب وصناعات الدول الأخرى كان من الأهمية عقد شراكات استراتيجية مع تلك الدول، ولعقد تلك الشراكات كان ولابد من أن تكون المملكة طرفا مكافئا وندا مماثلا في الاستفادة من عقد الاتفاقات والصفقات مع تلك الدول، وبناءاً على ذلك أنشأت المملكة المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية بموجب توصية من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ذات الرقم (1-36/38/ت) وتاريخ 22-11-1438هـ ورقم (3-1/39/د) وتاريخ 5-1-1439 هـ.
ومن مهام المركز: · إجراء الدراسات التي تقوم ببحث علاقات المملكة الاستراتيجية مع الدول الأخرى وتحديد هذه العلاقات للاستفادة منها.
· إجراءات دراسات حول العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والدول التي تم تحديدها مسبقاً وذلك للتعرف على كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من هذه العلاقات.
· التأكد من تفعيل الشراكات الاستراتيجية التي تربط المملكة وحلفائها الاستراتيجيين بالصورة السليمة التي تحقق المنفعة للمملكة.
· وضع تصورات عملية للعلاقات الاستراتيجية الدولية الخاصة بالمملكة.
· إجراء الأبحاث والدراسات المتعلقة بالاستثمار الحالي والمتوقع وكيفية تنميته.
· تنسيق العمل بين الجهات الحكومية والعامة والدولية من أجل تحقيق الاستفادة من الشراكات الاستراتيجية الدولية.
· بحث مقومات جذب الاستثمارات الأجنبية والعمل على تمكينها من خلال توفير بيئة العمل المناسبة لها.
· إجراء الدراسات حول كيفية دعم علاقات المملكة مع حلفائها الاستراتيجيين وإتاحة الفرصة أمام هذه العلاقات للتطور والنمو، وكذلك اقتراح تشكيل لجان عليا مشتركة معهم.
· كما يقوم المركز بدور استراتيجي في دعم وتحسين صورة المملكة أمام شركائها الاستراتيجيين على الصعيد الدولي، وذلك من خلال وضع البرامج الاجتماعية والثقافية التي تعرف بالمملكة بشكل صحيح.
· التنسيق للزيارات الرسمية بين المملكة وشركائها وذلك عن طريق تحديد مواعيد هذه الزيارات وإعداد البرامج التفصيلية لها، وتحديد الهدف من كل زيارة.
الأمير محمد بن سلمان
رجل المستقبل والإنجاز بإتقان
من جهته، أكد الدكتور مصطفى القرشي، رئيس مجلس إدارة جمعية الأيدي الحرفية بمنطقة مكة المكرمة، أنه منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وقبل ذلك بقوة الله وتوفيقه، وهو يعمل على اختصار الزمن ويعتمد مشاريع متعددة بإتقان، هو صاحب رؤية السعودية 2030 وهي خطة ما بعد النفط للمملكة، وبعد موافقة مجلس الوزراء عليها، فقد وافق كذلك على برنامج التحول الوطني أحد برامج «رؤية المملكة 2030».
من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسته حفظه الله.
وأضاف الدكتور القرشي: أن سمو ولي العهد أطلق أكثر من 80 مشروعًا حكوميًا عملاقًا، تجاوزت تكلفتها 560 مليار ريال تقريبًا، واعتمدت من مجلس الوزراء.
وبالتالي فهو عنوان عهد الشباب الواعد، وكل تلك المشاريع تحاكي إبداعات أفضل شباب وفتيات السعودية في العالم يعملون على تأسيس أعظم وأقوى المشاريع في العالم، حول العالم لورش عمل من أجل حياة ورفاهية المواطنين والمواطنات.
وبين القرشي أن النجاحات تتسارع، حيث أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مشروع مدينة نيوم (NEOM) هو مشروع سعودي لمدينة مخطط لبنائها عابرة للحدود، ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل حدود جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، حيث سيوفر العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26,500 كم2، ويمتد 460 كم على ساحل البحر الأحمر.
ويهدف المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع.
ويؤكد الدكتور القرشي أنه جعل من «رؤية 2030» دعمًا قويًا لاقتصاد المملكة، المشاريع تطلق وتتحدى الزمن في إطلاقها، فقد أطلق سموه كذلك أضخم مشروع سياحي في جزر البحر الأحمر قبالة شواطئ السعودية، يتضمن منتجعات ومحميات طبيعية والذي يعدّ الأول من نوعه في المملكة، من حيث الحجم ونوع الاستثمارات، إذ يتضمن إقامة منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه شرقيّ المملكة، تمتد على مساحة 34000 كيلو متر مربّع، حيث يتبع للسعودية أكثر من 1150 جزيرة في البحر الأحمر، وهي بأغلبها جزر غير معمرة، وسيركز المشروع على استثمار 50 من هذه الجزر «البكر» لإقامة المشاريع المتنوعة، وستتحول الجزر إلى مجموعة من المنتجعات التي تضم شواطئ رملية للسباحة، ومراكز ترفيه واسترخاء.
ويشير القرشي إلى أن الانفتاح على العالم هو عنوان المرحلة، ملموس من قوة المشاريع ومشاركة العالم هذه الانطلاقة العظيمة لدولة عظيمة، فإنه خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لفرنسا تم توقيع مشروع تطوير منطقة العلا الأثرية والتي تعادل مساحة بلجيكا، وتغطي نحو «22500» كيلومتر مربع، وتقع في منطقة المدينة المنورة على ساحل البحر الأحمر.
وتشتهر هذه المنطقة بمواقعها الأثرية مثل «مدائن صالح»؛ وهي مدينة يبلغ عمرها 2000 سنة، وتعود إلى عهد «الأنباط»، وتم تشييدها في صخور صحراوية شمال المملكة، وقام علماء آثار فرنسيون بالتنقيب عنها أكثر من 15 عامًا.
وتوجد في هذه المنطقة أيضًا معسكرات رومانية ونقوش صخرية ومواقع تراث إسلامي، وبقايا خط الحجاز للسكك الحديدية الذي يعود للعهد العثماني وكان ممتدًّا من دمشق إلى المدينة في أوائل القرن العشرين، ومن المتوقع تحقيق الهدف بجذب ما بين 1.5 و2.5 مليون سائح سنويًّا.
وزاد الدكتور مصطفى القرشي قائلاً: التنوع في المشاريع يلمسه الاقتصاديون، والمواطن البسيط، فقد أطلق سموه الكريم هذه المشاريع متوزعة على معظم القطاعات السياحة، الحج والعمرة، القطاع الثالث غير الربحي، الصحي، الرياضي، التجارة والاستثمار، التعليم، الطفولة، المرأة، قطاعات الأمن، الجيش، الترفيه، الاقتصاد.
تحسين أداء أجهزة الدولة ومكافحة الفساد
من جانبه، قال المستشار الاقتصادي عبدالعزيز آل حسين إن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتمتع بشخصية قيادية مؤثرة ومتمكنة أدت إلى التفاف الشعب السعودي حوله والانجذاب إليه كرمز وطني يملك طموح جميع شرائح المجتمع لرفعة واستقرار ورفاهية المواطن وتعزيز النمو الاقتصادي للوطن وبناء اقتصاد وطني متين والعمل على رفعة المملكة سياسياً وعسكرياً؛ وقد كان ذلك لما قدمه سموه من منجزات كبيرة في فترة قصيرة نسبياً، كان أهمها العمل على إعادة هيكلة العلاقات وتعزيز موقع الرياض كعاصمة مهمة للقرار السياسي الإقليمي والعالمي في منطقة مضطربة سياسياً واقتصادياً، وأضحت موقعاً إقليمياً هاماً وقائدة للتغيير الإيجابي على عدة أصعدة.
ويبين المستشار آل حسين أنه فيما يخص الجانب الاقتصادي جرى الإعلان عن مشاريع واستثمارات ضخمة في الدولة على رأسها «نيوم» و «القدية» وما لحق بها وسيلحق من ضخ لرؤوس الأموال وتنشيط للاستثمار وجذب كبرى الشركات العالمية والكفاءات إلى المملكة، وما يترتب على ذلك من توفير فرص عمل هائلة للمواطن على المدى البعيد، أيضاً فإن جهود ولي العهد الرامية إلى التسامح والقضاء على العنف والتطرف بشتى أنواعه ومحاربته بجميع أشكاله، كانت واضحة وفاعلة في مجال الأمن الفكري وكذلك في تعزيز نفوذ المملكة عسكرياً ودبلوماسياً، وهو ما ينعكس إيجابياً على المملكة ومصالح دول العالم العربي والإسلامي.
وأكد آل حسين أن وسائل الإعلام المحلية والعالمية التفتت لجهود سموه وقفزاته الخارقة للمألوف نظراً لتوتر الأوضاع في المنطقة العربية بشكل عام، فسعت لتتبع أخباره ونشرت تصريحاته وغطت زياراته الخارجية الهادفة إلى تطوير العلاقات مع المملكة وتعزيزها في جميع المجالات، وركزت على أهميتها وما ينتج منها على الصعيد المحلي والعالمي، وقد لاقى هذا الاهتمام العالمي تجاوباً من الأمير تمثل في نشر عدة حوارات مع سموه في صحف عالمية أدت إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يحملها كثيرون عن الإسلام وعن المملكة، وكان لها أشد الأثر في لفت النظر لمنجزات المملكة العظيمة في هذه الفترة.
ويبين آل حسين أنه وعلى الصعيد الداخلي فلا جدال على دور سموه القيادي إدارياً، فقد رفع الأمير محمد بن سلمان راية «رؤية 2030» لنهضة البلاد وتحسينها، وعمل على تحقيق ذلك من خلال إرساء قواعد واضحة وتأطيرها ببرنامج التحول الوطني 2020.
وإننا نرى ذلك في عمل أجهزة الدولة بشكل عام وتحسين أدائها ومكافحة الفساد بجميع أنواعه والحرص على تمكين الشباب السعودي من الجنسين، وكذلك إقرار العديد من الأنظمة والقوانين التي ترسي دعائم دولة عظيمة، بقيادة رجل عظيم، وشعبٍ يحمل أسمى صفات النبل والوفاء والالتفاف حول وطنه وقيادته، ويجدد البيعة والولاء لها عاماً بعد عام.