نتشرف في هذا اليوم المبارك برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله ورعاهما- بمناسبة الذكرى الثانية لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًّا للعهد.
وإنها لمناسبة غالية وذكرى استثنائية، نتوقف عندها جميعًا لنتأمل هذه المسيرة الحافلة بإنجازات عملاقة، تفوق معيار الزمن، وتكسر وحدات القياس كافة على الأصعدة كافة؛ فما تم إنجازه بعامين يفوق التصور والتخطيط وإمكانات التنفيذ بعقدين من الزمن.
أجل.. إن هذا الشبل من ذاك الأسد؛ فقد تربى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كنف والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -؛ فنهل منه العزم والحنكة والحكمة ومواصفات القائد الفذ؛ ليكون رجل دولة من الطراز الرفيع؛ فتبنى سياسة والده في الحكم والإدارة والتطوير، وانطلق بعزم متوقد وطموح وثاب؛ ليحقق ما رسمه من أهداف وطنية في ضوء توجيهات خادم الحرمين الشريفين، ودعمه مسيرة الإصلاح التي انطلقت بقوة على أكثر من صعيد.
إنّ العامين الماضيين شهدا نقلة غير مسبوقة، ونهجًا لا يحده طموح، ولا يعترف بالمستحيل. وقد لمسنا ذلك في تفاصيل تطبيق برامج التحول الوطني ضمن رؤية المملكة 2030؛ إذ بدأت الرؤى والخطط تترجم على أرض الواقع بطريقة فريدة ونادرة، تليق باسم وحجم هذا الوطن.
إنَّ المتمعن بالأرقام والإحصاءات التي تعلنها الأجهزة المعنية بكل شفافية ووضوح يدرك حجم وضخامة ذلك الحلم الوطني الكبير الذي بدأ يتحقق في كل ميدان. وما الإفصاحات ربع السنوية بخصوص الميزانية، وزيادة الدخل الوطني، ولاسيما غير النفطي، إلا شاهد على ما نقول؛ إذ شهد الدخل نموًّا متصاعدًا، بلغ ثلاثة أضعاف ما كان عليه في العام الماضي.
كما ارتفعت نسبة تصنيف المملكة على مؤشرات جاذبية الاستثمار في معايير عدة للتصنيف الدولي. وفي هذه المناخات الإيجابية جاء انضمام السوق السعودية لمؤشرات الأسواق الناشئة مثل فوتسي وإم إس سي آي دليلاً على كفاءة السوق، وتمتعها بأعلى المعايير من شفافية وحوكمة وسيولة وعمق؛ وهو ما يرفع جاذبيتها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
وتتوالى الإنجازات، ويزداد اسم المملكة تألقًا وحضورًا في خارطة الاهتمام الدولي؛ فمن مؤتمر الطيران المدني الدولي الذي عُقد بالرياض أول إبريل الماضي إلى مؤتمر القطاع المالي الأول الذي عقد بالرياض أواخر إبريل الماضي كذلك، وصولاً إلى الحدث الأبرز عالميًّا وهو قمة العشرين التي ستستضيفها المملكة في شهر نوفمبر من العام المقبل 2020. والحقيقة إن الحديث يطول، وتضيق به الإحاطة في هذا المقام، ولا يسعنا إلا أن نثمن تلك الجهود المباركة سائلين الله - جلت قدرته - أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يمدهما بعونه وتوفيقه، وأن يسددهما على طرق الخير والإصلاح والنماء، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، إنه سميع مجيب.