إن الوُشاةَ ـ وإن لم أَحْصِهم عددا ـ
تعلموا الكيدَ من عينيك والفندا
لا أَخْلفَ الله ظنِّي في نواظرِهم
ماذا رأَتْ بِيَ ممّا يبعثُ الحسدا؟
هم أَغضبوكَ فراح القدُّ مُنْثَنياً
والجفنُ منكسراً، والخدُّ متقدا
وصادغوا أذُنا صعواءَ لينة
فأسمعوها الذي لم يسمعوا أحدا
لولا احتراسيَ من عينَيْك قلتُ:
أَلافانظر بعينيك، هل أَبقَيْت لي جَلَدَا؟
الله في مهجةٍ أيتمتَ واحدَهاظلماً،
وما اتخذتْ غير الهوى ولدا
ورُوحِ صبٍّ أَطالَ الحبُّ غُرْبَتَهايخافُ
إن رجعتْ أن تنكرَ الجسدَ
دع المواعيدَ؛ إني مِتُّ مِنْ
ظمإِوللمواعيد ماءٌ لا يَبُلُّ صَدى
تدعو، ومَنْ لي أن أسعى بلا كبدٍ؟فم
معيريَ من هذا الورى كبدا؟
** **
- أحمد شوقي