إن كلمة (الحقاق) في اللهجة الدارجة بمنطقة القصيم تعني: الهدايا العينية والنقدية التي يأتي بها المسافر عند عودته من السفر، ليقوم بإهدائها لأهله وأقاربه وجيرانه.
و(الحقاق) الذي نحن بصدد الحديث عنه هنا هو: الهدايا والعطايا من الحلويات والمكسرات والنقود التي يحصل عليها الأطفال أيام عيد الفطر.
فقد جرت العادة -قديماً- في منطقة القصيم أن يقوم الأطفال (بنين وبنات) من عمر (5-10) سنوات بالطواف على منازل أقاربهم وجيرانهم في حيهم -طالبين منهم الحقاق وهم يرددون (حققونا بققونا, ولا جاء أبونا حققناكم) وذلك طيلة أيام عيد الفطر وهي ثلاثة أيام, يطوفون وهم يلبسون ملابس العيد الزاهية الجديدة المزركشة فيبدون كالفراشات الملونة التي تطير من زهرة إلى زهرة, والحقاق عادة معروفة قديماً, ولكنها اندثرت مع مرور السنين.
ووقت الحقاق هو الصباح والعصر, حيث تعمد كثير من الأسر إلى ترك أبواب منازلهم مواربةً ليسهل على الأطفال المتحققين دخول البيوت دون عناء, فيستقبلهم أهلها بالترحاب وبالحقاق, ويغدقون عليهم العطايا من الحلوى والمكسرات, والعملات النقدية المعدنية من فئه (قرش - قرشان - أربعة قروش) أما من يحصل على ريال ورقي فهو ذو حظ عظيم, وقد تستولي بعض الأمهات على قسم كبير من حقاق أبنائهن وبناتهن ويتركن الباقي لأطفالهن كي يشتروا به الحلوى والعلكة والمكسرات والبسكويتات من البسطات التي تنتشر في شوارع وأزقه الأحياء أيام عيد الفطر كما يشتري كثير من الأطفال بعض المفرقعات الصغيرة (الطراطيع) لإطلاقها وفرقعتها إظهاراً للفرح والمرح وتستعد كثير من الأسر للحقاق وتوفير متطلباته قبل عيد الفطر بوقتٍ كافٍ.
ما أحلى العيد, وما أحلى أيامه ولياليه, وذكريات الحقاق وما يليه.
(وكل عام وأنتم بخير)