فهد بن جليد
في قصة الأمريكية ليدبيتر «أم 4 حواجب» خير عبرة لكل شابة تفكر الخضوع هذه الأيام لعمليات التجميل السريعة والسرية ذات «العروض المُخفضة» قبل العيد على طريقة أغنية وائل كفوري «ليل ورعد وبرد وريح دنيا برا مجنوني»، التي يتم فيها غالباً التخلص من المواد التجميلية «المُخزَّنة» أو غير الجيِّدة بسبب تزايد الطلب، فالمرأة -ليدبيتر- وصلها «سعر خاص» للحصول على حاجبين بالوشم بمبلغ لا يتجاوز 250 دولارا فقط، ولكنَّها وقَعت ضحية طبيب غير مرخص على ما يبدو، استخدم مواد غير مُعتمدة ليرسم لها 4 حواجب بالخطأ عن طريق الإبرة، وبعد انهيار المرأة وتقبلها للصدمة بدأت رحلة الانتقال من عيادة تجميل إلى أخرى بحثاً عن حلول لتجميل ما خلفته عمليات التجميل، ولسان حالها تترجمه أبيات بصري الشمري «يا ليتنا من حجنا سالمين كان الذنوب اللي علينا خفيفات»، وهي ذات الحالة الصامتة التي تواجهها النساء في كل مكان مع عمليات التجميل الفاشلة أو ذات الأثر القصير بسبب المواد الرديئة، والتي يكون لها مُضاعفات وعواقب صحية وخيمة، لا يتم الحديث عنها غالباً من الضحايا ولو من أجل حماية الأخريات من الوقوع فيها.
الأهم في عمليات التجميل هو «السرية» والبعد عن العيون، وهي نقطة الضعف التي يستغلها تجار «دكاكين» بيع الوهم، عندما يتوارون عن الأنظار في دهاليز غرف مؤجرة داخل عيادات مرخصة ظاهرياً، أو يُمارسون ذلك في مشاغل نسائية، وحتى نكون مُنصفين هنا - القضية تشمل إضافة للعيادات المحلية تلك التي يتم الترويج لها في تركيا ولبنان وغيرهما من الدول - لذا لا يجب علينا أن نُراهن على «عين الرقيب» بقدر ما نعمل على تكثيف التوعية في مثل هذه الأيام خصيصاً التي تسبق العيد وتتسابق فيها النساء نحو الجزارين، ليتسمَّرن بالطوابير وبالتخفي أمام تلك الأبواب حتى في أوقات الإفطار والسحور.
هناك «4 محاور» لخصتُ فيها القضية في مقالين سابقين يوم 13 ديسمبر 2013 بعنوان «جرائم صامتة»، ومقال يوم 28 يوليو 2017 بعنون «ضحايا صامتون»، وهي «الجَراح المُبتدئ الذي يتعلم في أجساد المرضى بالتجربة، رداءة المواد المُستخدمة باللعب على وتر الأسعار المُخفضة ومناسبات الأعياد والأعراس، إهمال الفحوصات والتحاليل قبل العملية وأخذ الوقت الكاف من التفكير والمُراجعة والتأمل، جهل المريض وهوس التغيير»، أمَّا المحور الخامس الذي يمكنني إضافته هنا هو عرض «التجارب الفاشلة السابقة ومُضاعفاتها» وهي النقطة الأكثر تأثيراً والتي يمكن أن تُساهم بها وسائل الإعلام.
وعلى دروب الخير نلتقي.