د.عبدالعزيز الجار الله
القمتان الخليجية والعربية الطارئتان والقمة الإسلامية العادية (14) لمنظمة التعاون الإسلامي التي ستقام يومي الخميس والجمعة غداً وبعد غدٍ في مكة المكرمة، هي إعادة قراءة لملف الجمهورية الإيرانية التي بدأت أطماعها في المناطق الخليجية والعربية والإسلامية:
- الخليجية.. أرادت إيران أن تصدر الثورة الشيعية لدول الخليج العربي والتدخل في شؤونها والسيطرة على الشواطئ الشرقية والغربية للخليج العربي.
- الدول العربية.. أرادت إيران أن تحتل العواصم العربية: العراق وسورية اليمن لبنان بالجيوش والأحزاب والميليشيات العسكرية والحشود الشعبية الشيعية.
- الدول الإسلامية.. أرادت إيران اختطاف قرارات منظمة التعاون الإسلامي لمصلحتها وتوجيهها لخدمة أهدافها باعتبارها الدولة المركزية والإستراتيجية في المنظمة الإسلامية.
قمم مكة المكرمة الثلاث 2019م هي وقف التوسع الإيراني، ولجم التمادي، وتعرية الموقف، والمحاسبية وعودتها وقواتها وأحزابها إلى الداخل الإيراني، فقد خلقت أمريكا واقعًا جديدًا بعد حصارها السياسي والاقتصادي والعسكري لإيران وجعلها في مرمى نيران القوات الأمريكة، وتحت شروط أمريكا والتي منها وقف البرنامج النووي، وقف تدخلاتها بالخليج وفي الدول العربية ودول العالم.
فقد اعتقدت إيران أن في ثورتها الشيعية المتطرفة عام 1979م ستجتاح الساحل الغربي للخليج العربي وتصل إلى دول الجزيرة العربية (مجلس التعاون)، فكان البدء في الحدود البرية مع العراق شمال الخليج، فخاضت حرب الثماني السنوات وانتهت بهزيمتها من العراق، ثم مارست حروب الوكلاء والحشود والأحزاب والحشود الشعبية لكنها في مواجهتها الأخيرة مع أمريكا وحصار الطوق عليها، ومواقف القمم الثلاث التي ستكشف للعالم موقف الرأي العام من إيران وممارساتها، ستجد نفسها معزولة، وربما تعود إلى ما قبل ثورة 1979 أو قبل حقبة الشاه الفترة البهلوية، وستجد نفسها في صراعات داخلية لا تهدد بقاء الملالي في السلطة أنما تهدد في انفصال الأقاليم وتعود لدولة فارس.