سعد بن عبدالقادر القويعي
لن يأمن الناس على دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأموالهم، وأعراضهم، ومحارمهم إلا إذا عم الأمن البلاد، وألقى بظله على الناس. وعندما نكتب عن بناء الحياة -الدينية والاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية- على منهج الحق؛ وفق مراد الشرع الإسلامي، فإن ذلك يعتبر من أهم وسائل تحقيق الأمن بشموليته، التي لا تستقر حياة البشر إلا بها.
في رحاب الأمن، وظله تعم الطمأنينة النفوس، ويسودها الهدوء، وتعمها السعادة، وتجتمع الكلمة، ويُحفظ الدين، وينبثق عنه الأمن، والإيمان؛ إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء ضد ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية؛ باعتباره من مقومات الحياة، ومصدر قوته، ونهاية مطافه، بل اعتبر الإسلام حرص الإنسان على توفير الأمن للآخرين، ووفائه بذلك شرطًا من شروط الإيمان.
استدامة الأمن من مقاصد الشريعة، وحياة بلا أمن لا تساوي شيئا؛ -ولذا- فإن الأمن في الأوطان مطلب العقلاء من الناس؛ لأن من لوازم الحب الشرعي للوطن، أن يُحافظ على أمنه، واستقراره، وأن يُجنب الأسباب المفضية إلى الفوضى، والاضطراب، والفتن. وإذا سلب الله -بعزته وقدرته وحكمته- الأمن من بلد ما، فلا تسل عن تبدل الحال، وعن تخريب الممتلكات -العامة والخاصة-، وعن مخالفة الأنظمة، والقوانين، وعن زعزعة الأمن، والاستقرار، وذلك من خلال تصرفات طائشة، أو أفكار ضالة.
إن الوطن يدعونا جميعا إلى بذل الجهد دفاعا عنه؛ ولأنه أمانة في أعناقنا جميعا؛ كونه ميراث الأجداد، والأسلاف، فإنه يجب أن تتضافر فيه القوى، وتتوحد الصفوف، وتتعاون الجهود؛ للمضي في طريق العمل، والبناء لخير هذا الوطن، وإسعاده، ونهضته؛ فالأمن ضرورة من ضروريات الحياة، وركيزة أساسية لتحقيق التقدم، والتنمية؛ الأمر الذي يجعلنا نؤكد على أن نعمة الأمن لها علاقة وطيدة بنهضة الوطن، ورقيه.