عبدالوهاب الفايز
في عدد جريدة (اليوم السابع) الإلكترونية المصرية الاثنين الماضي، نقلت الصحيفة عن (إبراهيم ربيع)، القيادي السابق بتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية دعوة (لصناعة تيار بديل يقوم بتحرير العقول المصرية من أجل القضاء على فكر جماعة الإخوان المتطرف والمتوغل لدى الكثيرين).
ونقلت الصحيفة عن ربيع قناعته بضرورة وجود بديل للإخوان. يقول: (إن أردنا خلاصًا من الوباء الإخوانى، وأردنا تقدمًا وتحضرًا وبناءً، لا بد من صناعة تيار بديل لتحرير عقل ووجدان المجتمع المصري من الاحتلال الإخواني، وإزالة آثار هذا الاحتلال وإعادة أعمار ما هدمه تنظيم التكفير والتفجير الإخواني في أركان الشخصية المصرية).
ومما قاله ربيع هو أن (الإخوان صنعوا تيارهم المتوغل في المجتمع من خلال ممارسات تراكمية عبر عقود من السنين، واستغلال المساجد ومراكز الشباب والمدارس والجامعات.)، وفِي سبيل القضاء على هذا التيار السياسي يتطلب الأمر، كما يرى، (صناعة تيار بديل على أسس الهوية الدينية والوطنية للمجتمع المصري، ويستخدم فيه نفس الآليات [المسجد الكنيسة مراكز الشباب المدارس الجامعات] مع آليات مؤسسات الدولة الأخرى.)
ويوضح القيادي السابق في الجماعة، فِي حديثه للصحيفة، أن تيار الإخوان تم تكوين عقيدته التنظيمية على العنصرية والفتنة الطائفية وازدراء الآخر، بينما التيار الذى يدعو لتأسيسه (يتم تكوينه على المواطنة والتعايش وقبول الآخر.) ليكون حالة جديدة تخرج من فكر الإخوان وعقيدتهم التي تكونت، كما يقول، على التمرد. يقول: (تيار الإخوان تم تكوين عقيدته التنظيمية على كراهية الدولة ومؤسساتها واختراق القانون والتحايل عليه وتكوين عقيدته التنظيمية على الانتهازية والمتاجرة واستغلال الدين سياسيا واجتماعيا، بينما التيار الذى ندعو لتأسيسه يتم تكوينه على احترام الدولة وسيادة القانون والانتماء غير المشروط للوطن والدولة).
مهم خروج هذا التصريح في هذا الوقت، وهو عموما ليس الأول ولن يكون الأخير من القيادات والمفكرين الذين خرجوا عن فكر الإخوان وهيمنتهم وعقيدتهم الحزبية السياسية، وهذه الجماعة منذ أن أسسها وسهل قيامها البريطانيون إبان هيمنتهم على المنطقة قبل الحرب العالمية الأولى، وهي تقوم بدور خطير ضد استقرار الدول العربية، فمشروعها الأممي قادها إلى تحالفات ممتدة مع كل داعم لعقيدتها وهدفها الأسمى، أي: حكم العالم الإسلامي!
مشاريع الجماعات المتطرفة التي تريد الخروج على الإجماع الوطني والتحالف مع مشاريع التخريب والتقسيم للعالم الإسلامي، لن تنتهي إذا بقيت دول مثل إيران توفر الدعم والملاذ لهذه الجماعات، كالقاعدة وداعش وجماعات الحشد الشعبي الإرهابية وحزب حسن نصرالله في لبنان. هذه الجماعات لم تجلب الدمار والخراب فقط، بل تقدم الصور السلبية الضارة بالإسلام والمسلمين وبالجاليات الإسلامية حول العالم، وتقدم الإسلام للعالم بصورة سلبية لا تعكس حقيقته وحقيقة شعوب العالم الإسلامي.
أيضا هذه الجماعات جعلت مشروعها أداة متاحة لمن يريد الإضرار بالدول الإسلامية، بالذات من الدول الكبرى أعضاء مجلس الأمن الذين لهم أطماعهم ومصالح شركاتهم ومؤسساتهم المالية الخاصة في العالم الإسلامي.
لذا، وفي كل قمة خليجية أو عربية أو إسلامية تعقد، نتطلع دومًا لأن تكون لقاءات الزعماء وقراراتهم بحجم المشاكل والتحديات التي نواجهها، بالذات في المرحلة الحالية. القمم الثلاث نتمنى أن تضع البداية الجادة لمواجهة الخطر الإيراني.
مشروع الملالي وجماعاته الإرهابيه يضع مصالح الأمة الإسلامية أمام تحديات كبيرة، فالمشروع مستمر ولن يقف إذا بقيت المعالجة الحالية لا ترقى إلى حجم الخطر، ومواجهة المشروع وإيقافه سيكون أكبر المستفيدين منه الشعب الإيراني الذي ُتهدر موارده المالية وثرواته، ويواجه ظروف معيشية يومية صعبة، ومن حقه على زعماء وقيادات العالم الإسلامي أن تقف معه ضد من يظلمه ويصادر مستقبله.
إيران والجماعات الإرهابية أكبر خطر على العالم الإسلامي، فماذا ستقول القمم الثلاث؟