فوزية الجار الله
لا تستطيع أن تحيا بمعزل عن هذا العالم الصاخب المتغير مهما بلغت قوة إرادتك واستقلاليتك، ولو كنت عالماً موسوعياً مكتفياً بوعيك وعقلك، بل على العكس تماماً كلما زاد وعيك زاد احتياجك إلى التواصل مع العالم الخارجي، لا بد لك من الاطلاع والمتابعة.
لكي تعرف لا بد أن تقرأ، تشاهد، وتسمع.. يحدث ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة، لكن الواقع قد لا يتفق وتصوراتنا وأمنياتنا فمما يؤسف له أن كثيرًا من هذه الوسائل أصبحت تفتقد للمصداقية، يمكنك أن تستشعر ذلك بنفسك، على سبيل المثال حين تطوف عبر «الريموت كنترول» ببضع قنوات تلفزيونية في يوم واحد لترى ذلك التفاوت في نقل الأخبار! حيث تنحو معظم القنوات إلى ما يتفق ورؤيتها الخاصة وإن ابتعد ذلك عن واقع الحال.
تلك الأخبار المتناقضة والحقائق المزيفة في مجملها تندرج تحت مصطلح «التضليل الإعلامي»..
يتحدث الأستاذ فهد الشميمري عبر كتابه (التربية الإعلامية) حول ذلك المصطلح مصنفاً أنواع التضليل الإعلامي، أذكر منها:
1- التضليل بالانتقائية المتحيّزة، التي تنتقي بعض الكلمات والحقائق والاقتباسات والمصادر وتتجاهل الأخرى، وتقوم بالتركيز على حقيقة بعينها وإغفال الحقيقة الأخرى المرتبطة بها.
2- التضليل بالتلاعب بالمعلومات وترتيب الحقائق، بحيث تعطي معاني وانطباعات معينة، ويتم تفسيرها بشكل معين، يخالف الواقع.
3- التضليل بالعناوين ومقدمات الأخبار المعتمدة على المبالغة والتهويل والغموض والمعلومات الناقصة، مما لا يتفق أحياناً مع مضمون الخبر أو المادة الصحفية..
إلى جانب الكثير من أنواع التضليل الأخرى في الاتجاه ذاته..
أيضاً قرأت على موقع الإنترنت لأكاديمية ال (بي بي سي)، ولا أدري حقيقة ما طبيعة علاقة هذه الأكاديمية بقناة الـ(بي بي سي) إذ إن الأخيرة ذاتها متهمة بعدم المصداقية أحياناً خاصة فيما يتعلق بما هو عربي وإسلامي، لكنني أنقل هنا ما قرأته إيماناً بالآية الكريمة «يخرج الحي من الميت..» عبر موقع الأكاديمية وتحت عنوان محاربة الأخبار الزائفة قرأت: (بي بي سي) تتابع تشويه الحقائق في وسائل الإعلام حول العالم منذ الثلاثينيات. ما تغير هو مجموعة من الفرص والحوافز لنشر الأكاذيب بسرعة وعلى نطاق واسع عبر الحدود باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي..
- مصطلح «الأخبار المزيفة» مثير للجدل، تم استخدامه من قبل بعض السياسيين لانتقاد وسائل الإعلام المتوازنة والشرعية عند تغطيتها لموضوعات دقيقة لا يوافقون عليها..
يتابع المقال الحديث ويذكر مثالاً للأخبار الكاذبة التي نشرت عبر الصحافة: (صورة البابا فرنسيس يشير بيده) وقد تم التعليق أسفل الصورة بالادعاء الكاذب: بأن البابا أيّد ترشيح دونالد ترامب، تم تداول هذه الصورة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الأمريكية عام 2016م..
يبدو الحديث في هذا السياق ذو شجون ولعلنا نتابعه لاحقاً..
بعيداً عن الأخبار المضللة والحقائق الزائفة «كل عام وأنتم بخير».