لا أعلم لماذا يختلق النصراويون القصص ولماذا يصرون على اللعب على صفحات التاريخ كلما تعلق الموضوع بأفراح أو أتراح ناديهم! الأحداث والتجارب السابقة تقول إنهم لا يؤمنون بالاختلاف ولا بحق الآخرين في التنافس ولا في حقيقية أن هناك أكثر من بطل قبلهم وسيأتي أبطال آخرون بعدهم، خذوهم بالصوت أهم أسلحتهم الإعلامية ومفاعلهم النووي (التهقيص) حتى تصدق كذبتك وهذه الترسانة بالذات لا يجاريهم فيها أحد، هوس واستماته في البحث عن التميز والتفرد على أمل أن يقودهم هذا السراب لأي شيء يجمل صورة إنجازاتهم بذريعة أن الغاية تبرر الوسيلة مع أننا وهم والتاريخ نعلم أن كل ما حققوه لم يكن إعجازًا كرويًا تحسدهم عليه الأندية!
الحقيقية التي لم تعد خافية على أحد هي أن تحقيق النصر لأي شيء خارج أو داخل الملعب يعني الضجيج يعني الإسقاط يعني التهديد والتحدي حتى لو سبقهم إلى ذلك آخرون في فترات متفرقة! هناك أندية أكثر إنجازات وبطولات ومع ذلك أفراحهم لم تخرج عن نطاق السيطرة ولم يسخروا من أحد ولم يقللوا من إنجازات أي فريق لإيمانهم بحق الجميع في المنافسة!
بصراحة لا أعلم ماذا سيكون حالهم لو تبادلوا الأدوار مع الهلال وعاشوا وضعه هذا الموسم وعاشوا معاناته! عمّاذا سيتحدثون وفي وجه أي اللجان سيصرخون!!
أندية عديدة مرت في نفس الطريق وحققت ذات البطولة ولم يغيروا ولم يتغيروا لأنهم واقعيون لم يبالغوا ولم يختلقوا القصص ولم يستغلوا الأوضاع لأخذ ما ليس لهم، هم يؤمنون بمقولة إن لم تكن معي فأنت ضدي والآخرون على قناعة تامة بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية مهما حاول بعضهم أو أكثرهم إفساد أجواء التنافس الشريف الذي أحرج أكثر إنجازاتهم.
وجهة نظر
تعاني الكورة السعودية منذ سنوات إنحدارًا خطيرًا وتعثرات متكررة بسبب غياب التخطيط على المدى الطويل، المؤشرات الحالية تقول إن معاناتنا ستطول وأنه لا يوجد ضوء في آخر النفق لأسباب كثيرة وللتذكير فإن المملكة انضمت للاتحاد الدولي في سنة 1956م ومع ذلك مازلنا في المربع الأول نكتب سطرًا ونطمر الآخر بذرائع مختلفة، التجارب السابقة تقول أيضاً إن اتحاد الكورة يعتمد اعتمادًا كليًا على المبادرات الشخصية التي تأتي وتذهب مع أصحابها حتى أصبح موضوع المنتخبات ليس أكثر من (اختيار تجمع مشاركة) وطرد مدرب وتنتهي الحكاية وتبدأ آخر مع أناس آخرين لهذا اقترح أن تتولى الهيئة موضوع تطوير كرة القدم للفئات السنية جميعها شبابًا وأولمبي وإدارة مسابقاتها وكل ما يخص اختيار مدربين منتخباتها من خلال إستراتيجية طويلة المدى يتولى إدارتها نواف التمياط أو سامي الجابر كأفضل من يملك الخبرة الإدارية والفنية وعضوية مدربين محليين ومستشارين أجانب للمساعدة في التخطيط وترك اتحاد الكورة لهموم الخصخصة والمسابقات المحلية واللجان التابعة له لأنهم في الواقع غير قادرين على تحمل الكثير من المهام المتنوعة أو كما يقال they can›t walk and talk in the same time، طبعاً سيظل اتحاد الكورة البوابة الرئيسة لأي نشاط دولي كعضو في الفيفا وهذا فقط كل ما سيقوم به لهذه الفئة التي من المؤكد ستعود بنا مجدداً لدائرة الضوء الدولي عاجلاً وليس آجلاً وإهمالها سيزيد من معاناتنا الكروية ولا استبعد أن يتخطانا الكثير من الدول إذ ظللنا في بياتنا الشتوي ننتظر الفرج، وجهة نظر أتمنى أن تؤخذ بالاعتبار خاصة أننا لم نتقدم خطوات ملموسة في التجارب السابقة، نحتاج عملاً منظمًا نحتاج أن نستمر في التطوير ونحتاج أيضاً أن نعرف حجم هذا التطور من سنة لأخرى مقابل ما يقدم لمشروع التطوير، زمن التجارب والاحتكاك واكتساب الخبرة أعذار لم تعد مقبولة للشارع الرياضي ولا لبلد بحجم وإمكانات المملكة العربية السعودية.
** **
- فهد المطيويع