ودع المجتمع التربوي والتعليمي في بلادنا في عشر المغفرة من شهر رمضان المبارك 1440 أستاذنا الفاضل عبدالله بن عبدالرحمن الزامل الذي لقي وجه ربه بعد رحلة عمل وطني حافلة بالعطاء والتميز في ميدان التربية والتعليم الرحْب.
لقد كان الفقيد قائدًا مميزًا، وتربويًا محنكًا، وإداريًا ملهمًا ومواطنًا منتجًا.
عرفنا الفقيد ونحن طلاب على مقاعد الدراسة، فكان نعم المربي، وعملنا تحت إدارته ونحن مسؤولون، فكان هو ذلك الانسان الشامخ الذي لا يتلون ولا تُغيره المواقع والمناصب.
كان مديراً لمدرستنا «دار التوحيد بالطائف» في بداية الثمانينات الهجرية من القرن الماضي، وفي عهده شهدت المدرسة حركة جادة من التحديث والأخذ بأساليب التربية الحديثة ومن أبرز هذا التحديث تحويل القسم الثانوي إلى مدرسة مستقلة.
كما قاده أستاذنا الكبير بكفاءة عالية واستقطاب المدرسة لنخبة مختارة من المعلمين السعوديين الجامعيين، فكان وجودهم بهذا العدد والتأهيل في ذلك الوقت -منتصف الثمانينات الهجرية من القرن الماضي- ظاهرة في مدرسة واحدة في المملكة، وقد أثْرت هذه النخبة العمل التربوي والتعليمي بمدرسة دار التوحيد المتوسطة بصورة لافتة على مستوى مدارس المنطقة بقيادة الأستاذ الزامل، وأصبحت المدرسة منجماً للقادة فبعض هؤلاء الأساتذة الفضلاء تولوا وظائف مرموقة في الدولة وذاع صيتهم على مستوى الوطن نذكر منهم:
- الشيخ عبدالعزيز الربيع يرحمه الله (شيخ المعلمين).
- الشيخ عبدالرحمن آل الشيخ، يرحمه الله..
- الأستاذ عبدالله بن حمد الزامل يرحمه الله.. وكان آخر عمل شغله مشرِفًا تربويًا ومشرفًا على الشؤون الفنية في تعليم الطائف).
- الأستاذ خالد بن حمد الزامل يرحمه الله.. وكان آخر عمله له مشرفًا تربويًا في تعليم الطائف).
- الأستاذ عبدالله بن محمد الشافي يرحمه الله وكان آخر عمل شغله مديرًا عامًا لهيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة مكة المكرمة).
- الشيخ محمد المسلم يرحمه الله.
- د. طامي بن هديف البقمي (تدرج في عدة وظائف، كان آخرها عضوًا بمجلس الشورى).
- الأستاذ عبدالرحمن بن محمد الشويعر (تدرج في عدة وظائف كان آخرها وكيلاً لوزارة المعارف).
- الأستاذ محمد بن وصل الله الثبيتي (أصبح لاحقًا مديرًا للتعليم بمنطقة الباحة).
ومن الأساتذة الكبار الذين عاصروا مرحلة الأستاذ الزامل في المرحلة الثانوية أساتذتنا:
- عبدالعزيز الشَائع
- محمد بن جمهور العصيمي
- عبدالله بن مهدي
- أحمد الشَائع.
** كانت مدرسة دار التوحيد في بداية الثمانينات الهجرية في عهد أستاذنا الزامل (خمس سنوات) وقد تميزت باستقطاب الطلاب الجادين الذين توفدوا إليها من مناطق عدة من المملكة
وهذا نموذج من طلاب المدرسة كشاهد على المرحلة التي كان الأستاذ الزامل أحد أبنائها:
* الفريق زميم السواط يرحمه الله
* أ. أحمد بن مصلح الثمالي
* د. عبدالعزيز التويجري
* د. فهد العرابي الحارثي
* د. فهد جابر الحارثي
* د. خضر بن عليان القرشي
* د. محمد بن سعد العصيمي
* د. أحمد بن عبدالعزيز التويجري
* د. محمد بن مريسي الحارثي
* د سعيد الثمالي
* د. حمد المرزوقي
* د. الشريف حمزه الفعر
* د. عوَض مستور الثبيتي
- د. عبدالعزيز قوقندي يرحمه الله
* د. خضران الثبيتي
* يوسف بن رابع الثقفي
* د.ضيف الله بن سعد الحارثي
* د.ضيف الله الخديدي
* ل.د.علي بن حسين الحارثي
* ل. هديب بن صالح الجعيد
* ل. سعد الشنبري
* ل. عَلِي الشنبري
* ل. مسفر بن خضر الزايدي
* ل. عيضه بن حامد الزايدي
* ل. إبراهيم عسيري
* ل. سعود بن صالح الداود
* ل. خالد الهباد
* ل. أحمد الأزوري
* ا. أحمد بن سالم الزهراني
* عليوي بن خضر القرشي يرحمه الله
* ا. عبدالرحمن بن خضر الزايدي
* ا. محمد بن عايد الحارثي
* ا. سعيد بن علي بديوي ييري
* ا. حسين الشمراني
* ا. ابراهيم الخديدي يرحمه الله.
* ا. علي بن محسن الثقفي يرحمه الله
هذه الأسماء كما قلت نماذج للاستشهاد من طلاب المدرسة في الثمانينات الهجرية من القرن الماضي وهي المرحلة التي شهدت فيها المدرسة إعادة هيكلتها.
كان أستاذنا الحفيُ بالمدرسة وطلابها يُعلم ويتابع ويشرف، ولسان حاله يقول:
فعلم ما استطعت لعل جيلا
يجيء فيُحدث العجب العجابا
لقد صدقت رؤية الأستاذ فأثبت طلاب المدرسة بأنهم على قدر المسؤولية الوطنية فكانوا نجومًا حيثما حلوا في مفاصل نهضة بلادهم وتقدمها.
** انتقل الأستاذ الزامل بعد الهيكلة الجديدة للمدرسة التي تم فيها فصل المدرسة إلى مرحلتين مستقلتين، متوسط، وثانوي (وقد يكون الهيكل الجديد للمدرسة جاء بناء على مقترحه) إلى الإدارة المركزية ليصبح قياديًا بارزًا في إدارة التعليم بالطائف ليتقاسم المسؤولية عن تعليم المنطقة مع المربي الكبير الأستاذ سعد عبدالواحد يرحمه الله، إبان تولي المبدع الدكتور عبدالله الزيد العمل مديرًا عامًا للتعليم بمنطقة مكة المكرمة.
وفِي المركز الجديد وجد الأستاذ الزامل نفسه أمام مهام واسعة غير تلك المحدودة التي عاشها بين حيطان المدرسة.
ومنذ البدء شمَر عن ساعد الجد فاتسمت إدارته بالصرامة في موقعه الجديد الذي يدير فيه المال الوفير، وتملكه واهتم كثيرًا بالحرص على توجيه الميزانية لمصارفها الصحيحة بإشراف شخصي منه، فكان مضرب المثل في النزاهة، والقوة، واستقلال الرأي.
** لقد كان هذا القائد مدرسة مختلفة جمع فيها بين قوة الشخصية، ولطف المعشر، وحب الخير..
نذكر ذلك لأستاذنا الكبير الذي آلمنا رحيله -وهو الآن بين يدي ربه - نذكر شخصه الذي لا يغيب عن الذهن، بكل عمل طيب، وذكرى حسنة.
تولى وأبقى بيننا طِيْب ذِكْره
كباقي ضياء الشمس حين تغيب
{يَا أَيَتُهَا النَفْسُ الْمُطْمَئِنَةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَتِي}.
رحم الله أستاذنا العزيز الشيخ عبدالله، وجزاه عنا خيرًا، وجمعنا به في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا،
نسأل الله الذي اختار أستاذنا إلى جواره في شهر العتق من النَار أن يشمله فيه بعفوه ولطفه ومغفرته وأن يعتقه من النار، إنه ولي ذلك والقادر عليه. {إِنَا لِلهِ وَإِنَا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
** **
سليمان بن عواض الزايدي - عضو مجلس الشورى سابقًا