فيصل المطرفي
لم يعرف جمهور وعشاق الهلال ومعظم المراقبين لمسيرة زعيم آسيا مرحلة أسوأ من تلك التي مرت عليه في الأشهر الماضية، وتحديداً بعد أن تولى الأمير محمد بن فيصل مهمة رئاسة النادي بالتكليف، ويأتي ذلك التقييم بعد نهاية موسم «كارثي» على كافة الأصعدة، لم يخسر فيه الهلال الألقاب فقط والتي كان فيها المرشح الأول، بل خسر أشياء أكثر بسبب «ضعف» مجلس إدارته وتخبطها في العديد من المواقف وتقصيرها في الدفاع عن حقوق النادي، مما دفع المخلصين من جماهير النادي للمطالبة بإبعادهم قبل نهاية الموسم وعلى وجه السرعة قبل أن تتضاعف الخسائر ويحدث ما لا تحمد عقباه.
كما أن الخطاب الإعلامي الرسمي الأزرق الذي كان على مر التاريخ مضرباً للمثل لكل الأندية ويعكس على الدوام رقي رجالات الزعيم ومتانة العلاقة بين منسوبيه ويرفض في كل الحالات ومع وجود أقوى الأزمات الخروج عن السياق والمألوف كي تبقى كل الملفات داخل البيت الأزرق، بيد أن إدارة الأمير محمد بن فيصل «الأسوأ «بتاريخ الهلال كانت «استثنائية»، إذ أصر الرئيس على أن يظهر بشكل سلبي في كل الجوانب حتى في تصاريحه التي عكست للمتابع الواعي والهادئ مستوى العمل الإداري المهزوز الذي أكده أيضاً نائب الرئيس بعد استقالته وتحديداً في سياق تغريدة من حسابه الشخصي فجر أحد أيام الشهر الماضي، إذ كشف أنه كان يختلف مع الرئيس في وجهات النظر بعد عمل دام لمدة 8 أشهر، أي «بعد أن طارت الطيور بأرزاقها» !!
كل ما جرى في البيت الأزرق خلال الموسم الماضي كان «غريبا» وبعض الأحداث والقرارات كانت أكثر «غرابة» بل إن بعض الأسماء التي زُج بها للعمل داخل المنظومة الزرقاء كانت محل «استغراب» العاشق الهلالي، الذي من الاستحالة أن يقبل أن يكون ناديه «محطة تجارب» لبعض الأسماء المجهولة وغير المعروفة في الوسط الهلالي، فهو يتطلع لوجود الخبرات والكوادر الإدارية المتميزة التي تضيف للمنظومة وترفع من مستوى العمل وتضمن أعلى درجات النجاح، ومن هذا المنطلق بدأت المخاوف تتسرب لقلوب الهلاليين على مستقبل ناديهم في الموسم المقبل، وبدأ القلق من تكرار كابوس الموسم الماضي، واستنساخ تجربة الإدارة الراحلة التي دمرت النادي بكل تفاصيله ومفاصله ورمت به إلى المجهول بل قزمته في تعاطيها مع بعض الأحداث!
حتى الآن الرؤية لم تتضح معالمها داخل البيت الأزرق.. ملف الرئيس يؤرق الجماهير .. في السابق كان ذلك الملف لا يقلق الزعماء، لأن أعضاء الشرف يحسمونه في ليلة واحدة، وبحكمة وحنكة رجالات الأزرق، حالياً الكل يلوح بترشيحه.. أو بالأحرى الكل قادر أن يترشح.. كل ما تحتاجه حوار صحافي وقائمة أعضاء وأصدقاء في مواقع التواصل ويرزقك الله.. هكذا تحول السباق للأسف.. بانتظار موعد الجمعية العمومية، ولكن منذ نهاية الموسم حتى الآن لم يجتمع أعضاء الشرف أو يتفقوا على اسم معين لرئاسة النادي، مما يؤكد أن الهلاليين ما زالوا يبحثون عن اسم يرأس النادي، وبدأت التساؤلات تتزايد من سيختار الرئيس؟!
كنت أتمنى حسم ملف الرئيس مبكرًا والبدء بوضع الخطوط العريضة فيما يخص الفريق الأول واستعداداته ولاسيما أن الانطلاقة ستكون ببطولة آسيا مطلع أغسطس، رغم أن التوقعات تسير حتى الآن صوب المرشح «فهد بن نافل» كونه الاسم الأقوى «حتى اللحظة»، بالإضافة إلى أنه التقى إدارة النادي الحالية التي استعرضت معه شؤون النادي وهمومه.
بقي أن أقول... كل يوم يبتعد فيه أعضاء شرف النادي «البارزين» عن صناعة القرار يعني أن الأزرق يختنق أكثر، ويعني أن أي إدارة قادمة ستخسر أهم أسلحتها بغياب الشرفيين، فعودة رجالات الهلال البارزين والمؤثرين تعني استقرار الهلال وعودته بثبات لموقعه الطبيعي.
تقبل الله من الجميع صالح الأعمال، كل عام وأنتم بخير..
ونلتقي بكم بعد أسابيع بإذن الله..