«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
أبدت الأمم المتحدة استعدادها لأخذ مخاوف الحكومة الشرعية على محمل الجد واستعدادها للتعاون مع الأطراف كافة بحيادية ونزاهة وعدم الانحياز لأي طرف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ أنطونيو غوتيريش إن المنظمة تتصرف كوسيط محايد في اليمن وأن المبعوث الدولي إلى اليمن يأخذ هذه المخاوف المشروعة للحكومة الشرعية بعين الاعتبار.
وأكدت الأمم المتحدة في رسالة بعثتها للرئيس هادي التزام هذه المنظمة ومبعوثها بأن يكونوا وسطاء محايدين في عملية السلام.
وكان الرئيس اليمني اتهم في رسالته غريفيث بـ«العمل على توفير الضمانات للميليشيات الحوثية للبقاء في الحديدة وموانئها تحت مظلّة الأمم المتحدة».
وفي 14 أيار/مايو الجاري أعلنت الأمم المتحدة أنّ الحوثيين انسحبوا من موانئ الحُديدة والصليف ورأس عيسى تنفيذاً للخطوة الأولى في اتفاقات ستوكهولم التي شكّلت اختراقاً في الجهود الأممية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.
وفي رسالته المؤرخة في 23 من ايار/مايو، قال غوتيريش إن منظمته لن تدخر جهودها «للحفاظ على الموقف المحايد المتوقع من الأمم المتحدة».
وأضاف الأمين العام «بإمكاني أن أؤكد لكم أن الأمم المتحدة لا تملك أي نية لإقامة إدارة دولية في الحديدة».
ونصّت اتفاقات السويد على وقف لإطلاق النار في محافظة الحديدة، وسحب جميع المقاتلين من ميناء مدينة الحديدة والميناءين الآخرين في شمال المحافظة، ثم انسحاب الحوثيين والقوات الحكومية من كامل مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
وتستمر المحادثات بشأن المرحلة الثانية من إعادة الانتشار التي ستشمل انسحاب القوات الموالية للحكومة والحوثيين من مدينة الحديدة، لكن لوليسغارد رفض إعطاء جدول زمني لهذا الانسحاب.
وتأخرت عملية الانسحاب بسبب خلافات حول كيفية تشكيل قوات الأمن المحلية التي سيتم نشرها في تلك الموانئ.
وتدور الحرب في اليمن بين المتمرّدين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، والقوّات الموالية للحكومة منذ 2014، وقد تصاعدت مع تدخّل تحالف عسكري بقيادة السعودية في آذار/مارس 2015 دعمًا للحكومة المعترف بها دولياً.
وكانت الحكومة الشرعية قد شككت في نزاهة المبعوث الدولي لليمن رغم المرونة التي أبدتها الحكومة مع الأمم المتحدة واعتبرت أن سلوك المبعوث الدولي غير حازمة وصارمة مع هذه الميليشيات وتطبيق ما تم الاتفاق عليه «دون محاباة».
من جانب آخر تواصل الميليشيات الحوثية جرائمها بحق المدنيين وانتهاك القوانين الدولية الإنسانية. حيث كشفت سيول الأودية الناتجة عن الأمطار في منطقة البقع عن كم هائل من الألغام الأرضية التي زرعتها الميليشيا الحوثية، ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف الدولية الداعية إلى حماية المدنيين ومصادر رزقهم. وقامت الفرق الهندسية في المنطقة السادسة مدعومة بالإسناد الهندسي لقوات التحالف، بنزع كميات كبيرة من الألغام في تلك المناطق.