سام الغُباري
أضاف السفير السعودي في اليمن «محمد آل جابر» إلى جانب مهامه الدبلوماسية ليصبح سفيرًا للنوايا السعودية الحسنة، ليس النوايا وحسب كما يهرطق «سفراء البذخ الأممي» بل الأعمال الحسنة والأيادي البيضاء. لا يكف الرجل مع فريق مميز من الأخوة السعوديين في دعم منشآت اليمن الصغيرة والكبيرة، الأعمال التي تمنح آخرين فرصة العيش النظيف، وإطلاق السعادة - حيث يُقدّر للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن - أن يمر.
قبل أسابيع انطلقت حملة ناضجة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو «الأمم المتحدة» إلى الكشف عن مصروفاتها الخادعة في اليمن، فريق الحكومة في مشاورات الحديدة أبلغ عن عبث مالي مخزٍ، أكدته رسالة رئيس الجمهورية إلى أمينها العام. المنظمات المدنية أيضاً كشفت عن عوار مالي فاضح في سلسلة بياناتها المالية. اليونسيف قُبِض عليه متلبسًا في صنعاء بسرقة أموال الإعانات الممنوحة لمعلمي اليمن.
هذه الخزانات المالية الضخمة التي يسرقها ذوو الإنسانية الأممية، ومنظماتهم العاملة معهم فُضِحت في اليمن، لأن النهب الحقيقي أكبر من قدرة اللصوص على احتمال الاختباء، شاهدهم اليمنيون يسرقون، ولم تمنعهم ربطات عنقهم الأنيقة من الصمت عن جور ما فعلوه، كانت رسالة كافية، يبدو أنها ستستمر حتى تخسر الأمم المتحدة رصيدها الإنساني الخادع أمام العالم في معركة ينتصر فيها اليمنيون، ليس بسيوفهم هذه المرة، بل بأحشائهم الجائعة.
في المقابل يتنقل السفير السعودي بهدوء، يتلمس احتياجات المجتمع اليمني عن كثب، دون الحاجة إلى تقارير منظمات منافقة، أو شخصيات هلوعة على مال المساعدات. يظهر في جمعية المعاقين، وفي مناهج التعليم المدرسي، ينزع السلاح عن فتية المدرسة ويمنحهم كتابًا، يؤهل المغرر بهم عبر برامج توعية مكثفة، يعيد ترميم مستشفى عدن العام، وينشئ مركزاً للقلب لم تعرفه عدن مثله. ومن ميدي حيث الساحل الأكثر سحرًا، تقام الأعمدة وتحضر الرافعات وتنطلق الصيحات للبدء في تنفيذ ورش لصيانة القوارب، يستفيد منها مئات الصيادين الذين حوّل الحوثيون بحرهم الطيب إلى ساحة ألغام مميتة.
ومن جامعة إقليم سبأ، تصل حافلات النقل دعمًا لمسيرة التعليم الوطني في اليمن، ومن الغيظة يشرب ستون ألف يمني لأول مرة ماءً نظيفًا ضمن مشروع الخط الناقل للمياه بطول عشرين كيلو مترا من وادي فوري ووادي جزع إلى مدينة الغيظة. وأول الخير ليس كأوسطه كما يقولون، أربعون صهريجًا تقذف الماء سائلاً تتوزع في محافظات عدن والضالع وشبوه وأبين ولحج وحضرموت وتعز، ومن الدعم جيوبٌ لا تنتهي وأيدٍ بيضاء لا تكف عن الفعل الرائع، فها هي الدفعة الـ»23» بنحو 28 مليون ريال سعودي تدخل إلى البنك المركزي اليمني لدعم السلع الغذائية الأساسية.
دهشة لا تنتهي وأنت تتابع أعمال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، كأن شعارهم أن العمل الصالح ليس في رمضان وحسب، بل كل الأشهر لديهم «رمضان»، فعل وتضحية وخير وابتسامة وعطاء.
لم أكن قادرًا على الكتابة هذا الأسبوع لولا أني مررت بجهود هذا البرنامج بمحض الصدفة، في خضم تقارير مؤلمة عن الأمم المتحدة الملوثة باللا إنسانية، قلت في نفسي: اذهب يا رجل وقارن بين هذه وتلك، فوجدت أن «محمد آل جابر» والذين معه يمثلون أممًا متحدة بحد ذاتهم، تلك الأمم المتحدة التي نبحث عنها، بصدقها وإخلاصها وأعمالها الصالحة، يرعاهم ملك مؤمن ذو خصال إنسانية رفيعة، عربي أبًا عن جد، اسمه الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك الحزم والعزم، والتنمية أيضًا.
.. وإلى لقاء يتجدد