«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
واجهت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار»، حوادث خطر الاقتراب من السكك الحديدية، ومنها حوادث تعدي لأشخاص ومركبات ومواشي، بحملات توعوية تحت مسمى (جعلك سالم)، استهدفت أصحاب المواشي والمتنزهين وطلاب المدارس، في مناطق حائل، الجوف، الشرقية، والرياض، بهدف رفع الوعي لاتباع إرشادات العبور الآمن للسكة الحديدية والتحذير من مخاطر التجاوز الخاطئ للشبكة.
وتأتي هذه الحملات مواكبة للحوادث التي سجلت على السكة، حيث كشف مركز التشغيل والتحكم في «سار»، عن إحصائية الحوادث التي سجلت خلال العام المنصرم 2018م، والتي بلغت 308 حادثة (تشمل خطر الاقتراب من السكة)، تضمنت حوادث تعدي لأشخاص ومركبات ومواشي، نتج عنها خسائر في الممتلكات ونفوق أعداد من المواشي.
تقوم شركة «سار»، وبشكل مستمر بتنفيذ حملات للسلامة في المناطق التي تخترقها السكة بهدف رفع الوعي وتوخي الحذر، من أجل سلامة سالكي الطرق من أصحاب المواشي والمتنزهين وتنقلهم بالمنطقة وسلامة ركاب القطارات من المسافرين.
وتسعى الدولة -رعاها الله- إلى التوسع في تنفيذ شبكات الخطوط الحديدية لتصل إلى معظم مناطق المملكة وفق رؤية 2030، وذلك بهدف تطوير خدمات نقل الركاب بين المدن بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي لمختلف النشاطات التجارية والصناعية والتنموية، والذي سيسهم -بلا شك- في تحسين بيئة السلامة على الطرق والمحافظة على البنى التحتية لها وتقليل نسب الحوادث، وتخفيض اكتظاظ الشاحنات على مداخل المدن الرئيسية. ومن الفوائد التي أفرزها هذا التوسع؛ توافرالفرص الوظيفية الواعدة للشباب السعودي في مجالات الخطوط الحديدية بمختلف مناطق المملكة على امتداد الشبكة.
ويبلغ طول الشبكات الحديدية بالمملكة حالياً نحو 5800 كيلو متر تقريباً، تتضمن: خط الرياض/الدمام، وقطار الشمال بخطيه (الركاب والمعادن)، وقطار الحرمين السريع، تم تأمين هذه الخطوط بسياج حديدي من الجانبين والعشرات من الجسور والمعابر التي خصصت لعبور المركبات والشاحنات والمواشي بهدف توفير السلامة والأمان لسكان المنطقة والعابرين والركاب المسافرين.
ومن منطلق مسؤولياتها في تحقيق مبدأ السلامة ونشر رسالتها التثقيفية لتلافي وقوع الحوادث التي قد تخلف الخسائر في الأرواح والممتلكات؛ نفذت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» مؤخراً، حملات توعوية تحت مسمى (جعلك سالم)، استهدفت أصحاب المواشي والمتنزهين وطلاب المدارس، في مناطق حائل، الجوف، الشرقية، والرياض، بهدف رفع الوعي لاتباع إرشادات العبور الآمن للسكة الحديدية والتحذير من مخاطر التجاوز الخاطئ للشبكة.
وكشف مركز التشغيل والتحكم في «سار»، عن إحصائية الحوادث التي سجلت على السكة خلال العام المنصرم 2018م، والتي بلغت 308 حادثة (تشمل خطر الاقتراب من السكة)، تضمنت حوادث تعدي لأشخاص ومركبات ومواشي، نتج عنها خسائر في الممتلكات ونفوق أعداد من المواشي.
وسعياً منها لتلافي تلك الحوادث، كثفت «سار» جولات فريق حملة «جعلك سالم» حيث غطت في مرحلتها الأولى عددًا من القرى والمراكز بمنطقتي حائل والجوف، لإيصال الرسائل التوعوية والبروشورات الخاصة بحملة السلامة، بالإضافة إلى عدد من المدارس النائية في كل من الرديفة والعليم، وجُبة ومزيريرات والقرى المجاورة لها في حائل.
كما أتبعتها الشركة، بحملة مماثلة في محافظة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية شملت كلاً من أم عشر، سامودة، أم قليب، مناخ، الحيرا، البطيحانية، وكذلك مشذوبة بمحافظة المجمعة، والمناطق المحاذية لخط السكة بالمنطقة.
وضمن أهدافها لرفع ثقافة الوعي؛ شاركت «سار» في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2019م، من خلال جناح تعريفي، كما تواجد فريق حملة السلامة التوعوية في الصياهد والمناطق البرية المحيطة بالمهرجان لتقديم الرسائل التوعوية لملاك الإبل والرعاة وزوار المعرض.
وشملت الحملة في مجملها على مدى شهرين، 17 قرية وهجرة نائية و11 مدرسة ابتدائية ومتوسطة، حيث قطع فريق الحملة في مجمل الزيارات أكثر من 5 آلاف كم منها نحو 450 كم طرق برية غير معبدة.
وجدد فريق الحملة خلال رسائلهم التوعوية للمستهدفين، التأكيد على تجنب المخالفات التي تم إقرارها مؤخراً، و تصل إلى ألفَي (2000 ريال)، وتحمل مسمى «الوقوف على خطوط السكك الحديدية»، وتفرض على أي مركبة أو شاحنة تجتاز السكة أو تقف عليها. بالإضافة إلى العقوبات الأخرى التي تطال التخريب والتعدي على السكة والتي تتضمن أن من يرتكب ذلك تطبق عليه العقوبات المنصوص عليها في المرسوم الملكي الصادر في 1438/4/19 وتشمل السجن لمدة قد تصل إلى عامين وغرامة تصل إلى مئة ألف ريال، أو بإحدى العقوبتين، وينطبق ذلك على كل من يشارك في التخريب أو الإتلاف أو التعطيل للمرافق العامة وممتلكات الدولة.
وشدد أعضاء فريق الحملة، خلال لقاءاتهم بالملاك والمتنزهين والطلاب وأولياء أمورهم، على أهمية توخي الحذر وعدم التهاون أو التساهل في عبور الخط الحديدي أو الوقوف أو الاقتراب من السكة، حيث أكدوا على نقاط مهمة وذات ضرورة قصوى يجب مراعاتها وأخذها بالاعتبار:
1. قطار الركاب عندما يسير بسرعة 200 كم/ساعة، يصبح وزنه أقل بكثير من وزنه الحقيقي على القضبان.. لذا يكاد لا يصدر صوتاً يسمعه أو يتنبه له من يكون قريباً من السكة.
2. قائد قطار الركاب لا يمكنه تلافي الارتطام والحوادث بشكل مفاجئ، إذ يحتاج مسافة 1,5 كم للتوقف تماماً.
3. قطار المعادن يصل طوله 2900 متر تقريباً، وعدد عرباته نحو 150 عربة، لذا وزنه يصل إلى مئات الأطنان. وقائده لن يستطع إيقافه تماماً إلا على بُعد 2 كم من النقطة المحددة.
4. لسلامة الجميع.. يجب إتخاذ المعابر والجسور المخصصة طريقاً للعبور، وعدم التفكير بالمجازفة باجتياز السكة بشكل خاطئ.
5. «سار» خصصت عشرات الجسور والمعابر الخاصة للمواشي والشاحنات والمركبات، بهدف تأمين السلامة والأمان للعابرين بمحاذاة الشبكة الحديدية ولسلامة المسافرين من الركاب.
6. لضمان سلامة العابرين وركاب القطارات.. تم تأمين الشبكة الحديدية من الجانبين بسياج يمنع الحيوانات من الدخول لحرم السكة.
وحول حملات (جعلك سالم) وأثرها في رفع مستوى الثقافة وتغيير السلوكيات الخاطئة؛ أكد فلاح آل سعد (أحد ملاك الإبل) أن وصول فريق حملة «سار» للملاك وزيارتهم في مواقعهم وسماع ما لديهم من مقترحات يعد تقديراً من الشركة لملاك الإبل، مؤكداً أن أصحاب المواشي يعول أهمية هذه المشاريع ومردودها الإيجابي على الوطن والمواطن حاضرا ومستقبلاً، وأهمية المحافظة عليها والتنبيه من عدم التعدي على السياج أو قطعه أو التخريب للممتلكات ما قد يعرضهم للعقوبات والسجن.
وأضاف آل سعد، أن الحوادث على السكة خلال الأشهر الأخيرة آخذة في الانحسار مقارنة بالسنوات الماضية حسب تقديره والتي تشهد عادة حوادث لمواشي على خط المعادن نتيجة إهمال محدود من بعض الملاك.
بدوره، علق محمد بجاد ابن الشايب (من ملاك الإبل) على خطورة تجاوز السكك الحديدية من دون الجسور والمعابر التي هيأتها الشركة، سواء على حياة صاحب المواشي وممتلكاته أو أرواح الآخرين من الركاب المسافرين بالقطارات، مضيفًا: (القطار الواحد يحمل العشرات من المسافرين، وهنا تكمن خطورة التجاوز والتعدي خشية حصول الحوادث الكارثية في مثل هذه الحالات).
ويؤكد ابن الشايب أهمية مراعاة التقيد بالأنظمة والتحذيرات من خطورة التهاون والاستهتار بقطع السياج أو العبور الأرضي للخط الحديدي، حيث يروي قصة نفوق 15 رأساً من الإبل السائبة إثر دخولها حرم السكة بعد قطع السياج من قبل أحد المعتدين حينها، بعد ارتطام قطار المعادن بقطيع الإبل أثناء عبورها الخط الحديدي.
من جهته، أكد حزوم الحروم أن الحملات المتكررة أثمرت في تراجع معدل حوادث التعدي وقطع السياج بالمنطقة القريبة من جُبة مقارنة بالفترة السابقة، فالجميع بدأوا يلاحظون ويعايشون هذا الأمر، وذلك لشمولية حملات التوعية كافة الفئات من طلاب ورعاة وملاك وما يتضمنها من رسائل توعوية، مضيفاً بقوله: (فتح «سار»للمعبر الموازي لمدخل جبة أراح الكثير من أصحاب المواشي والمتنزهين من أهالي جبة والمنطقة).
من جانبه، أوضح نايف الشمري أن المعابر والجسور وضعتها الدولة، حفظاً لأرواح الناس ومواشيهم وأرواح المسافرين من خلال القطارات، مشدداً على توخي الحذر عند العبور أو الاقتراب من السكة ما قد ينجم عنه الكثير من الخسائر، مستشهداً بحادثة وقعت منذ نحو عامين لعدد يتجاوز 50 رأساً من الأغنام تجاوزت السياج الحديدي ليلاً ما أسفر عن ارتطام قطار المعادن بها ما أدى إلى نفوق نحو 35 منها.