ياسر صالح البهيجان
أكثر ما يقض مضاجع أعداء وطننا هو ثقل المملكة الإسلامي كونها تضم فوق أرضها قبلة المسلمين ومسجد الرسول الأمين، لذلك نجد أن سيناريوهات حربهم الشعواء ضد الوطن لا تكاد تنفك عن توظيف واستهداف البقعتين الأكثر قداسة لدى عموم المسلمين.
النظام القطري لا يزال يدندن بصوت قبيح حول مسألة تدويل الحرمين، وجماعة الحوثي المارقة لا تكف عن استهداف الآمنين في المشاعر المقدسة بصواريخها البالستية إيرانية الصنع، وكذلك حزب الله الإرهابي مستمر في ممارسة هوايته بتهريب المخدرات ضمن قوافل المعتمرين، وليس ثمة مقصد لتلك التنظيمات غير الشرعية سوى محاولة الإساءة للمملكة ولعمقها الإسلامي.
السعودية حكومة وشعبا كانت ولا تزال تشرف بخدمة قاصدي البقاع الطاهرة بالمال والجهد والوقت وبمشاعر تملؤها المحبة والسلام. تستقبل المسيء قبل المحسن، وتبادر بالصفح والعفو إيمانا منها بأن دورها ومسؤوليتها وقيمتها أكبر من أن تعامل السلوكيات المراهقة بالمثل، وكانت لهذه السياسة الحكيمة وقعها الموجع على تلك التنظيمات العدوانية التي سعت إلى جر المملكة لمستنقع المهاترات الصبيانية.
وما يثير الملاحظة في حملات التشويه تلك أن جميعها تأتي بذات المنهجية والأسلوب وتروم نفس الهدف، وهو ما يؤكد أن من يقف خلفها جهة واحدة تتحكم بأذرع متعددة، ومن يستقرئ سير الأحداث لا بد له بأن يشير بسبابته نحو طهران بنظامها القمعي الطامع بمقدرات الوطن العربي والراغب في توسيع نفوذه ونشر أجندته التخريبية في المنطقة.
الحق أن ثقل المملكة الإسلامي أكثر ما يزعج الملالي في إيران، وخلص المعممون هناك إلى نتيجة تقضي بضرورة تشكيك المسلمين بأهلية إشراف المملكة على الحرمين الشريفين، ومن هنا بدأت بتحريك أذيالها في سبيل تحقيق الغاية الخبيثة.
المسلمون اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى. أدركوا حقيقة اللعب القذرة التي لم تراعِ قدسية المكان ولا الزمان، وعلموا بأن النظام الإيراني وأتباعه مجرد دعاة ضلال يستغلون الدين السمح لبث الفوضى والدمار.